الإجتماعيات (شعبة الآداب) 2015 الدورة العادية - الموضوع

«كان العالم الخارجي، أو بالأحرى العالم الرأسمالي، أثناء المخطط الخماسي الأول [1928 – 1932 في إطار سياسة التخطيط بالاتحاد السوفييتي]، يعاني أشد الأزمات الاقتصادية التي مرت به؛ فالتجارة كاسدة، والمصانع مقفلة، والعمال عاطلون. وقد مني المزارعون في جميع أنحاء العالم بضربة قاسية من جراء هبوط أسعار المواد الغذائية والمواد الخام. فإذا قارنا هذه الأوضاع مع الأوضاع في الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت لوجدنا أن الاتحاد السوفييتي يتميز بحركة دائمة، وليس فيه أي عامل عاطل، ولم يتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية، لأن أساس اقتصاده كان مختلفا تماما.»

"جواهر لال نهرو"، لمحات من تاريخ العالم، رسالة بتاريخ 11 يوليوز 1933، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1983

«أثرت الأزمة الاقتصادية بشكل كبير على اليابان بين 1929 و 1931، فقد ارتفع عدد سكانها من خمسين مليونا إلى سبعين مليونا، وازدادت أعداد مصانعها من خمسين إلى مائة وثمانية وأربعين مصنعا... واشتدت الحاجة إلى المواد الأولية وإلى الأسواق الخارجية، فاضطرت بريطانيا وأربعون دولة أخرى إلى زيادة التعريفة الجمركية العالمية على البضائع المستوردة من اليابان، لمواجهة الكارثة الاقتصادية ... فتحولت أنظار اليابان إلى الصين، السوق الرئيسي لتصريف منتجاتها من القطن، والمزود الوحيد لاحتياجاتها الهائلة من الفحم والحديد. لذلك أصبحت السياسة اليابانية تقضي بفرض السيطرة على الصين ووضعها تحت إشرافها وسيطرتها ... فانقضت على منشوريا.»

تشرشل، مذكرات، الجزء الأول، منشورات مكتبة المنار، بغداد

«تفاقمت المشاكل التي كانت تعاني منها [البورجوازية الصغرى الحضرية] بسبب الأزمة التي أضعفت الاقتصاد المغربي الجديد، كما أضعفت، في نفس الوقت، الاقتصاد العالمي. أما أوضاع الصناع الذين كانوا يمثلون وقتها، أكثر من ثلث سكان المدن، فقد أصبحت صعبة أكثر فأكثر، فكانوا يعانون من مزاحمة المواد المصنعة المستوردة، ومن ضياع الأسواق التقليدية مثل الجزائر والسينغال، هذا فضلا عن تقلص القدرة الشرائية لزبنائهم القرويين والحضريين. أما اليد العاملة المستخدمة في الأوراش الكبرى... فقد سرحت أو خفض عددها، وأصبحت أجورها لا تكفيها لسد رمقها. أما الفلاحون الذين تعرضوا من قبل لنزع أراضيهم، فقد تأثروا بالتدهور الكبير لأثمان المنتوجات الزراعية، بالإضافة إلى رداءة المحصولات وأثر الأوبئة، كما تعرض سكان الجبال للتفقير نظرا لإدماجهم في اقتصاد السوق ... لقد كان لحالة الضيق المعممة هذه انعكاسات على التجارة، فأصبحت التجارة إلى جانب الصناعة تعاني من الكساد.»