الإستفهام
تعريف الإستفهام
الاستفهام: وهو السّؤال والاستفسار عن شيء لا يعلمه السائل، ويكون ذلك باستخدم أدوات الاستفهام التي سنشرحها حسب قواعد اللغة العربية، فهناك أدوات استفهام يجب أن تُسخدم في مكانها الصحيح، ولتحقيق ذلك لا بدّ من التعرّف عليها ومعرفة معانيها ومتى تُستخدم، وتسمى الجملة التي تحتوي على أدوات استفهام وتنتهي بعلامة سؤال الجملة الاستفهامية.
أدوات الاستفهام
كل الكلمات التي تستعمل في الاستفهام أسماء، ما عدا كلمتين هما (هل والهمزة) فهما حرفان في اللغة وهما مبنيان لا محل لهما من الإعراب، أما أسماء الاستفهام فهي (أي، من، ما، ماذا، متى، أيان، كم، أين، كيف) والأسماء جميعها مبنية، باستثناء كلمة واحدة وهي (أي) لأنها تضاف إلى مفرد.
- الهمزة كقوله تعالى: (أراغب أنت عن آلهتي).
- هل، كقوله تعالى: (فهل أنتم منتهون).
- مَن: للاستفهام عن العاقل. مثال: من حضر اليوم؟ حضر اليوم أحمد.
- ما: للاستفهام عن غير العاقل. مثال: ما الذي أخَّرك؟ أخَّرني الازدحام.
- أين: للاستفهام عن المكان. مثال: أين تريد أن تذهب؟ أريد أن أذهب إلى السينما.
- متى: للاستفهام عن الزمن غير المحدد. مثال: متى سافرت؟ قبل يومين.
- أيان: للاستفهام عن الزمن في المستقبل. مثال: أيان اللقاء؟ غداً صباحاً.
- كيف: لتعيين حال. مثال: كيف كان الفيلم؟ كان جميلاً.
- كم: للاستفهام عن الكمية. مثال: كم بلغ عدد الحضور؟ بلغ عدد الحضور خمسين شخصاً.
- أنَّى: للاستفهام عن المكان، وعن الزمان، وقد تفيد الحال (إن كانت بمعنى كيف). مثال: أنَّى يذهب أحمد؟ يذهب أحمد إلى الحديقة. أنَّى يبدأ المهرجان؟ في الخامس من الشهر الحالي. أنَّى يتقرب الإنسان من الله؟ بالعبادة والأخلاق.
- أيُّ: للاستفهام عما يضاف إليه. مثال: أي الفريقين انتصر؟ انتصر الفريق الأخير.
أقسام أدوات الاستفهام
تنقسم أدوات الإستفهام إلى ثلاثة أقسام:
- ما يطلب به التصوّر.
- ما يطلب به التصديق.
- ما يطلب به التصوّر مرة، والتصديق اخرى.
التصوّر، هو ادراك المفرد، بمعنى أن لا يكون هناك نسبة، ف(زيد) و(عمرو) و(القرآن) و(الله).. ونحوها كلّها مفرد، فهي تصورات.
التصديق: هو ادراك النسبة، أي نسبة الفعل الى فاعله أو المبتدأ الى خبره، ف(زيد قائم) و(الله عالم) و(محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي).. ونحوها كلها نسبة، فهي تصديقات.
وجملة القول: ان العلم ان كان اذعاناً للنسبة فتصديق، والا فتصورّ.
همزة الاستفهام
من أدوات الاستفهام الهمزة، وهي مشتركة، فتأتي تارة لطلب التصور، وأخرى لطلب التصديق.
أما ما كان لطلب التصوّر، فيلي الهمزة المسئوول عنه، والسؤال حينئذٍ عن المفرد لا النسبة بمعنى: أن السائل يعلم بالنسبة، وانما لا يعلم شيئاً من اطرافها.
مثلاً يعلم: أنه وقع فعل ما، لكن لا يعرف المسند، أو المسند اليه، أو المفعول، أو الحال، أو الظرف، أو الصفة.. أو نحوها.
ففي نحو: (ضرب زيدٌ عمراً، الفاسق، راكباً، في الصحراء) يقع المجهول بعد همزة الاستفهام.
- فتقول في الجهل بالفعل: (أضربه أم قتله)؟
- وتقول في الجهل بالفاعل: (أزيد الضارب أم بكر)؟
- وتقول في الجهل بالمفعول: (أعمراً المضروب أم محمداً)
- وتقول في الجهل بالصفة: (أعمرا الفاسق أم التاجر)؟
- وتقول في الجهل بالحال: (أراكباً كان زيد أم راجلاً)؟
- وتقول فيي الجهل بالظرف: (أفي الصحراء أم في البلد)؟
- وهكذا..
وقد علم من هذه الامثلة: ان النسبة معلومة، وانما المجهول مفرد من المفردات.
وأما ما كان لطلب التصديق، فالهمزة تدخل على الجملة، والسؤال يقع عن النسبة، كقولك: (أجاء زيدٌ؟) فيما لم تعلم بالمجيء. ثم ان الغالب أن يؤتى للهمزة التي لطلب التصور بمعادل، كما عرفت في الامثلة: من معادلة (أم) للهمزة. بخلاف طلب التصديق فلا يؤتى للهمزة بمعادل، كما تقدم في المثال.
ثم أن جواب الهمزة التي لطلب التصور: تعيين أحد الشقين:
- فتقول في السؤال الاول: (ضربه).
- وتقول في السؤال الثاني: (زيدٌ).
- وتقول في السؤال الثالث: (عمراً).
- وهكذا...
بخلاف الهمزة التي لطلب التصديق، فالجواب: (نعم) أو (لا).
هل الاستفهامية
من أدوات الاستفهام: هل، وهي مختصة بطلب التصديق، فيراد بها معرفة وقوع النسبة وعدم وقوعها، ولذا لا يذكر معها معادل، كما يكون جوابها: (نعم) أو (لا). تقول: (هل قام زيد)؟ والجواب: (نعم) أو: (لا).
وتنقسم هل الى:
- بسيطة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: وجود الشيء وعدمه، كما تقول: (هل العنقاء موجودة)؟
- مركبة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: صفة زائدة على الوجود، كما تقول: (هل الخفاش يبصر)؟
ما الاستفهامية
بقية أدوات الاستفهام موضوعة لطلب التصوّر فقط، فيقع السؤال عن معناها.
ف(ما): موضوعة للاستفهام عن غير العقلاء، ويطلب بها احد امور ثلاثة:
- الأول: ايضاح الاسم، مثلاً يقال: (ما الفدوكس)؟ فيقال في الجواب: (أسد).
- الثاني: بيان حقيقة الشيء، مثلاً يقال: (ما الاسد)؟ فيقال في الجواب: (حيوان مفترس).
- الثالث: بيان صفة الشيء، مثلاً يقال: (ما الحيوان)؟ فيقال في الجواب: (حساس متحرك بالارادة).
السؤال عن شيء حسب ترتيبه العقلي هكذا:
- السؤال بـ (ما) الشارحة، تقول: (ما هي الذكاء)؟ فيقال: (الشمس).
- السؤال ب(هل) البسيطة، تقول: (هل الشمس موجودة)؟ فيقال: (نعم).
- السؤال ب(ما) الحقيقية، تقول (ماهي الشمس)؟ فيقال: (جرم علوي مضيء..).
- السؤال ب(هل المركبة)، تقول: (هل الشمس أصل الكون)؟ فيقال: (لا).
وذلك لان الانسان يطلب أولاً معنى اللفظ، ثم وجوده، ثم حقيقته، ثم صفاته وخصوصياته.
بقية أدوات الاستفهام
(من): موضوعة للاستفهام عن العقلاء، كقوله تعالى: (من فعل هذا بآلهتنا)؟ (40) وقد ينعكس، فتستعمل (ما) للعاقل، و(من) لغيره.
(متى): موضوعه للاستفهام عن الزمان، مستقبلاً كان أم ماضياً، نحو: (متى خلّف رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم) علياً عليه السلام و(متى يظهر الحجّة عليه السلام)؟
(أيّان): موضوعة للاستفهام عن زمان المستقبل فقط، قال تعالى: (يسئل أيّان يوم القيامة)؟
(كيف): موضـــوعــــة للاستفـــهام عن الحال، قــــال تعالى: (فكيف اذا جئنا من كل أُمَّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)؟
(اين): موضوعة للاستفهام عن المكان، قال تعالى: (أين شركاؤكم)؟
(أتّى): موضوعة الاستفهام، وتأتي بمعنى:
- كيف، كقوله تعالى: (أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها)؟
- بمعنى من أين، كقوله تعالى: (يا مريم أنّى لكِ هذا)؟
- بمعنى متى، تقول: (زره أنّى شئت؟).
(كم): اسم استفهام للسؤال عن الكميّة والعدد، كقوله تعالى: (كم لبثتم في الارض عدد سنين).
(أيّ) موضوعة للإستفهام عن تمييز أحد المتشاركين في أمر يعمهما: شخصاً، أو زماناً أو مكاناً، أو حالاً، أو عدداً، عاقلاً أو غيره، قال تعالى: (أيُّ الفريقين خير مقاماً)؟ .
إعراب أدوات الاستفهام
حروف الاستفهام
الهمزة، وهل، وهي حروف استفهام لا محل لها من الإعراب.
أسماء الاستفهام
مَنْ
يُعرب حسب موقعه من الجملة مثل:
- في محل رفع مبتدأ إذا تبعه فعل لازم أو متعدٍ( مَن قرأ الدرس؟). مَن:اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- في محل رفع خبر إذا لحقه اسم معرفة، أو فعل ناقص، مثل مَن هذا؟. مَن: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم. هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
- في محل نصب مفعول به مقدم، مَن رأيت اليوم في المسجد؟
- في محل جر بالإضافة، عنوان مَن هذا؟
أي
يعرب حسب الحالات التالية:
- يعرب مبتدأ إذا تبعه فعل لازم، وفعل متعدٍ له مفعول به مثل: أيُّ بناية تسكن؟ فأي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- مفعول مطلق إذا تبعه مصدر الفعل الذي يحتوي الجملة مثل: أي منقلب ينقلبون؟
- خبر إذا تبعه فعل ناقص أو ناسخ، أي كان الجواب؟
- اسم مجرور إذا اتصل بحرف جر، بأي نعمة ربك تكذب؟
ما، ماذا
أسماء استفهام للسؤال عن غير العاقل، ويُعرب اسم الاستفهام ما كما يُعرب اسم مَن الذي سبق ذكره، ونذكر أنّ ماذا هو اسم استفهام وكلمة واحدة( ما ذا) ويأتي إعرابه حسب موقعه من الجملة.
أينَ
يأتي إعرابه حسب الحالات التّالية:
- ظرف مكان إذا تبعه فعل، أينَ تسوّقت اليوم؟ أين: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان.
- خبر مقدم إذا تلاه اسم، أين الأمسية الشعرية؟
متى
يُعرب ظرف زمان إذا لحقه فعل (متى تسافر؟)، وخبر إذا لحقه اسم (متى السفر؟).
كيف
يُعرب كما يلي:
- رفع خبر مقدّم إذا تبعه اسم مثل: كيف الحال؟
- نصب خبر كان وأخواتها إذا تقدّم على كان وأخواتها، كيف كان الجو اليوم؟
- في محل نصب حال، إذا لحقه فعل تام مثل، كيف قدمتَ؟
كم
يُعرب حسب التّالي:
- اسم مجرور إذا اتصل به حرف جر، بكم اشتريت الكتاب؟
- في محل رفع مبتدأ إذا تبعه اسم تمييز منصوب، كم معلماً كَرمْتُم؟
- ظرف زمان، ظرف مكان حسب التمييز الظرفي الذي يتبعه، كم ساعة مشيت؟ كم كيلومتراً قطعت؟
- نصب مفعول به إذا الفعل المتعدي لم يستوفِ مفعولاً، كم شجرة زرعت؟ فالجواب يكون زرعت عشرين شجرةً.
- مفعول مطلق إذا التمييز الذي يليه مصدر لفعل الجملة، كم لكمةً لكمتَه؟
خروج أدوات الإستفهام من معانيها
قد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معناها الاصلي: وهو طلب الفهم من الجهل، فيستفهم بها عن الشيء مع العلم به لاغراض أخرى، وأهمها أمور:
- الامر، كقوله تعالى: (فهل أنتم منتهون)؟ أي انتهوا.
- النهي، كقوله تعالى: (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه). أي لا تخشوهم.
- التسوية، كقوله تعالى: (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)؟
- النفي، كقوله تعالى: (هل جزاء الاحسان الا الاحسان)؟
- الانكار، كقوله تعالى:(أغير الله تدعون)؟
- التشويق، كقوله تعالى:(هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم)؟
- الاستئناس، كقوله تعالى: (وما تلك بيمينك يا موسى)؟
- التقرير، كقوله تعالى:(ألم نشرح لك صدرك)؟
- التهويل، كقوله تعالى: (وما أدراك ما الحاقة)؟
- الإستبعاد، كقوله تعالى: (أنّى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين)؟
- التعظيم كقوله تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)؟
- التحقير، كقوله تعالى: (أهذا الذي يذكر آلهتكم)؟
- التعجّب، كقوله تعالى: (ما لهذا الرسول يأكل الطعام)؟
- التهكّم، كقوله تعالى: (أصلاتك تأمرك أن نترك ما كان يعبد آباؤنا)؟
- الوعيد، كقوله تعالى:(ألم تر كيف فعل ربّك بعباد)؟
- الاستبطاء، كقوله تعالى:(متى نصر الله)؟
- التنبيه على الخطأ، كقوله تعالى:(أتستبدلون الّذي هو أدنى بالذّي هو خير)؟
- التنبيه على ضلال الطريق، كقوله تعالى: (فأين تذهبون)؟
- التحسّر، كقوله تعالى: (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني الى النار)؟
- التكثير، كقوله: (أهذا الخلق يحشر في القيامة).