بحر الخفيف

بحر الخفيف

بحر له من اسمه أوفى نصيب، فهو من أجمل بحور الشعر العربي موسيقى، وأكثرها سلاسةً وخفّة. حتى ليُقال: إنه سُمّي بذلك لخفّته في الذوق.

ولعل أشهر قصائده القديمة هي معلقة (الحارث بن حلّزة اليشكري): آذَنَتْنا ببَيْنِهـا أسمـاءُ  ۩۩۩  رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ منْهُ الثَّواءُ

وقد زادت شهرته مع الزمن، حتى طغى عند بعض الشعراء على معظم الأوزان الأخرى.

يقوم إيقاعه على التناغم الجميل بين التفعيلتين ( فاعلاتن) و(مستفعلن)، وبدائلهما الزحافية (فعِلاتن) و(متفعلن). بل إن (متفعلن) أكثر استعمالاً من الأصل، وأطيب وقعاً في الأذن والطبع، وقلما ترد (مستفعلن) في المجزوء منه خاصة.

الخفيفُ بحرٌ ثُنائيُّ التّفعيلةِ، يرتكزُ بناؤه على تفعيلتي (فَاْعِلاتُنْ) و (مُسْتَفْعِلُنْ) اللّتينِ مرّ بنا ذكرهما في حديثنا عن بحري (الرَّمَل) و (الرَّجَز)، وفي بحورٍ أُخرى تدخلان في بنائها.

وزن البحر الخفيف

فَاْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلاتُنْ  ۩۩۩  فَاْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلاتُنْ

مفتاح البحر الخفيف

يَا خفيفا خَفَّتْ بِهِ الْحَرَكَاتُ  ۩۩۩  فَاْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلاتُ

حشو بحر الخفيف

زُحاف الخبن (حذف الثاني الساكن) فتصبح به (فَاْعِلاتُنْ): (فَعِلاتُنْ)، وتُصبح به (مُسْتَفْعِلُنْ): (مُتَفْعِلُنْ).

زُحاف الكفّ (حذف السّابع السّاكن)، فتصبح به (فَاْعِلاتُنْ): (فَاعِلاتْ)، وتُصبح بهِ (مُسْتَفْعِلُن): (مُسْتَفْعِلُ).

عروض بحر الخفيف وضربه

في عروض الخفيف يُمكن أن تتحوّل (فَاعِلاتُنْ) إلى (فَاعِلا)، وتتحوّل (مُسْتَفْعِلُنْ) في آلمجزوء إلى (مُتَفْعِلُنْ).

في ضرب الخفيف يُمكن أن تتحوّل (فَاعِلاتُنْ) إلى: (فَاعِلا)، وإلى (فَالاتُنْ) ، وتتحوّل (مُسْتَفْعِلُنْ) في المجزوء إلى (مُتَفْعِلُنْ) وإلى (مُتَفْعِلْ).

أنواع بحر الخفيف

الخفيف التّام

مجزوء الخفيف

خلاصة

للخفيف نوعان هما: الخفيفُ التّام، ومجزوء الخفيف.

تتطرأ على تفاعيل الخفيف بنوعيهِ التّغييرات الآتية:

• الخَبن الّذي يُحيل (فَاعِلاتُنْ) إلى (فَعِلاتُنْ)، ويُحيلُ (مُسْتَفْعِلُنْ) إلى (مُتَفْعِلُنْ).
• التّشعيث الّذي يُحيلُ (فَاعِلاتُنْ) إلى (فَالاتُنْ).
• الحذف الّذي يحيلُ (فَاعِلاتُنْ) إلى (فَاعِلا) و (فَعِلا).