السجع
تعريف السجع
السجع هو تشابه فواصل الكلم على نفس الحديث تقريباً، بمعنى أن تكون الجمل متساوية في عدد كلماتها ومحتوية على نغمة الإيقاع متشابهة، ومن فوائد السجع أنه يعطي رونقاً ونغمة موسيقية للكلام، بحيث يكون لها الوقع والأثر الحسن في نفس السامع، ومن أهم خصاص السجع حسن سلاسة المعنى وليونته بمعنى أن لا يكون السجع متكلف أو مصتنع في الكلمات، وأيضاً أن لا يكون السجع متبتذل في الكلمات، كما ينبغي ألّا يتمّ تكرار الكلمات المسجوعة نفسه، وتجدر الإشارة إلى أنّ السجع نوعين وهما، السجع الطويل والسجع القصير.
السجع والجناس
يتشابه السجع مع فن الجناس فالجناس أحد أنواع الفنون البديعية، والجناس نوعين ومهما التام والجناس الناقص، حيث يمكن أن نردّد نفس الكلمة ولكن يختلف معنى الاولى عن الثانية ويعرف ذلك من سياق الكلام، إذاً فالجناس هو تشابه كلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى، بينما في السجع لا يجوز تكرار الكلمات وهذا هو الفرق بين السجع والجناس، ولكن بيقى وجه الشبه بين السجع والجناس أنهما من فنون القول الذي يهدف لتنميق الكلام وتحسينه وإضفاء الرونق عليه، ومثال على الجناس، كما في المقامة القردية حدثنا عيسى بن هشام قال: بينما أنا بمدينة السلام قافلاً من البلد الحرام. أميس ميس الرجلة على شاطىء الدجلة. أتأمل تلك الطرائف اتقصى تلك الزخارف. مثال السجع، قوله تعالى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ".
أنواع السجع
يقسّم السجع إلى ثلاثة أنواع، وهي:
- السجع المطرف: وهو اختلاف الفاصلتين في الوزن، أي بمعنى آخر اختلاف نهايتي الجملة في الوزن، ومن الأمثلة عليه قوله تعالى: "مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا".
- سجع الترصيع: في هذا النوع من السجع تتوافق كل كلمات الجملة الأولى أو البعض منها مع كل أو البعض من كلمات الجملة الثانية في القافية والوزن.
- السجع المتوازي: وهو عكس السجع الترصيع، وهو ما اتفقت فيه الفقرتان في آخر كلمتين فقط.
- السجع المتوازن: وهو ما اتفقت فاصلتاه في الوزن ما عدا الحرف الأخير.
قد يقسم السجع أيضاً حسب طوله إلى ثلاثة أقسام، وهي:
- السجع الطويل: وهو السجع الذي يتكون من 11 إلى 12 لفظة، والحدّ الأقصى 15 لفظة.
- السجع المتوسط : وهو الذي يتوسط بين السجع الطويل والسجع القصير.
- السجع القصير: وهو أن تتألّف كل من السجعتين من ألفاظ قليلة، وكلّما قلت الألفاظ كلما كان السجع أجمل.
شروط السجع في اللغة العربية
من أهمّ الشروط التي ينبغي توافرها في السجع ليكون حسناً ما يلي: أن تكون المفردات المستخدمة مألوفة ومفهومة للقارئ وأيضاً خفيفة على السمع . أن تكون الألفاظ خادمة للمعاني تابعة لها، لا المعاني تابعة للألفاظ، وهذا يتحقق من خلال أن لا يكون هناك زيادة في الألفاظ أو نقص، وذلك بهدف الوصول إلى سجع حسن وجميل. أن تدلّ كلّ واحدة من السجعتين على معنى يختلف على ما دلت عليه الأخرى، وذلك حتّى لا يكون السجع تكراراً غير مفيد. يجب الوقوف على نهاية كلّ فقرة بالساكن، وذلك بهدف الحفاظ على نغمة الإيقاع.