الحي اللاتيني (سهيل إدريس) - تقديم
تعريف الرواية
الرواية جنس أدبي سردي يصور حياة شخصية أو عدة شخصيات تربط بينهما علاقات معينة ويرصد تطورها. من خلال تفاعلها مع شخصية أخرى لدائرة الحياة المعقدة الممتدة وبهذا تختلف عن القصة التي نتناول عادة تصوير لقطة من شخصية ما أو حادث مر بها وذلك في حيز زمن محدد.
وتسمح الرواية بتصوير متسع للعالم الداخلي للشخصية وحياتها الخارجية وبيئتها ومعيشتها وتفاعلها مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية… التي تميز عصرها.
والرواية أكبر الأنواع القصصية من حيث الحجم وهي شكل من أشكال التعبير الفني الذي ينعكس فيه وعي الكاتب بواقعة، وقد ظهرت الرواية كفن قصصي عند العرب وواكبت تطورات مجتمعة. أما الرواية عند العرب بعد الاحتكاك بالغرب فقد ظهرت نماذج روائية تعبر عن مستوى الوعي لهذا اللقاء.
أنواع الرواية
تنقسم الرواية إلى أنواع وذلك حسب طبيعة الموضع الذي تعالجه فهناك رواية تاريخية ومن كتابها، “جورجي زيدان”، “تسليم” والرواية العاطفية وقد استقر فيها “إحسان عبد القدوس” والرواية الاجتماعية ومثلهما “فرح أنطوان” “يوسف السباعي”، “نجيب محفوظ”.
تعريف الكاتب
ولد سهيل إدريس في بيروت عام 1925 من أب يقال أنه مغربي الأجداد (شريف إدريس) وأم لبنانية، سافر إلى فرنسا ليستأنف تحصيله العلمي، بعد أن حصل على منحتين دراستين، إلتحق بمعهد الصحافة العالي، وبجامعة باريس حيث حصل على مصادقة لثلاثة ديبلومات نالهما من معهد الآدب الشرقية، واعتبرت مؤلفاته الأولى بمثابة ديبلوم رابع بحيث سمح له بإعداد دكتوراه جامعية في الآداب بالسوريون .
وشارك في المسيرة الأدبية العربية بعدة مؤلفات تشهد على بلاغته وعبقريته الأدبية، ويتميز قلمه بالجرأة والسخرية والهزل أحيانا، ومن مؤلفاته :
مجموعات قصصية، سيرة حياة، ومقالات صحفية وكتب تقديرية منها (في معشرة قومية والحرية) (مواقف وقضايا أدبية) ولمروايان الخندق العميق (1958) الحي اللاتيني (1956) أصابعه التي تحترق (1963) .
آراء في رواية (الحي اللاتيني)
جاء في رسالة خاصة من ميكائيل نعيمة بعد قراءة الحي اللاتيني بأن الرواية العربية تستنقض نقطة قوية على يد المؤلف وأيدي المتحمسين مثله من أدباء “الجيل الطالع”.
وجاء في مجلة الآداب على لسان “يوسف الشاروتي”: استطاع سهيل إدريس أن يجعل النفس الإنسانية مسرحا للصراع بين بيروت وباريس، بين الشرق والغرب، الشرق بأديانه وأخلاقه، وتقاليده وصموده ورغبته في التحرر، والغرب بحريته وتقدمه وثقافته ونزعته الإستعمارية أيضا”.