نموذج الامتحان الجهوي للتربية الإسلامية 4

لاحظت في الآونة الأخيرة أن صديقك أنور يمر بأزمة نفسية واجتماعية صعبة بسبب التفكك الأسري الذي يعيشه، ويحاول نسيان مشاكله بتناول المخدرات وتلبية رغباته الجنسية في الحرام، غير مستحضر قول الله عز وجل (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)الأعراف\31وغير مهتم بأمانته ومسؤوليته نحو ربه ونفسه.

دخلت معه في حوار هادئ، وحاولت نصحه لعله يعرض عن تصرفاته، فرد عليك منفعلا: لو كنت مكاني لقمت بأكثر مما أقوم به، ماذا تنتظر مني، وأمي وأبي يتفاوضان على الطلاق، غير مكترثين بحقوق إخوتي الصغار؟؟أصدقُك القول: أحيانا تغلق الأبواب في وجهي، وتراودني فكرة الانتحار.

وعدتَ صديقك بالمساعدة النفسية والاجتماعية، وعرفته بجمعيتك التي تعمل على حماية الأبناء من التفكك الأسري، لتبدأ معه مرحلة الاستشارة والدعم النفسي.

والمسلم الذي يتمسك بحياة العفة والشرف أمام الإغراء المادي، ويتخذ ذلك سلوكا في حياته، ولا يلين أو يتهاون، هو الذي جعله الرسول صلى الله عليه وسلم واحدا من الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة، لأن الذي منعه من ارتكاب ما حرم عليه هو خوف الله رب العالمين، وفي القرآن مثال لذلك الشاب المسلم، وهو سيدنا يوسف عليه السلام، حيث دعته امرأة العزيز، وراودته عن نفسه وهددته، وتوعدته بالسجن والإذلال، ففضل ذلك على معصية الله تعالى والتخلي عن الاستقامة والعفة، واستنجد بالله طلبا منه أن يقف معه في محنته، ويصرف عنه كيدها، فاستجاب الله تعالى لدعائه، لعلمه وإخلاصه، واستقامته على أمره، وصدق دعوته، وطهارة نفسه: (كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف\.24

كتاب الأمة، مشكلات الشباب: الحلول المطروحة والحل الإسلامي، عباس محجوب، العدد\ 11ص111