فقه الأسرة: رعاية الأطفال وحقوقهم - الدرس
الوضعية المشكلة
يحتفل كثير من بلدان العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل بناء على توصية من الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتناء بالطفولة، في حين نجد أطفالا في كثير من دول العالم يعيشون مأساة إنسانية بسبب الحروب والدمار، بل نجد في بعض الدول تعذب الأطفال تعذيبا شنيعا بسبب النزعات العرقية كما هو الحال في بورما، وهناك صور مفجعة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي لأطفال يعذبون، والعالم بأسره يرى ويسمع ويشاهد في صمت مطبق.
- فما مدى مصداقية هذه الدول والمنظمات التي تدعي حقوق الأطفال؟
- وفي المقابل، كيف اعتنت المنظومة الإسلامية بالطفل؟
- وما هي الحقوق التي كفلت له داخل الأسرة والمجتمع؟
النصوص المؤطرة للدرس
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾. [سورة التحريم، الآية: 06] قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾. [سورة يوسف، الآية: 05] قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿فَلَمَّا فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾. [سورة يوسف، الآيات: 99 – 100] |
توثيق النصوص والتعريف بها
التعريف بسورة التحريم
سورة التحريم: مدنية، وعدد آياتها 12 آية، ترتيبها 66 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة الحجرات”، سميت بهذا الاسم لبيان شأن التحريم الذي حرمه النبي على نفسه من غير أن يحرمه الله، وقد تناولت الشؤون التشريعية، وقضايا وأحكام تتعلق ببيت النبوة، وبأمهات المؤمنين، وبأزواج الرسول ﷺ.
نشاط الفهم وشرح المفردات
شرح المفردات والعبارات
- قوا أنفسكم: من وقى يقي بمعنى احفظوها من النار.
- ملائكة: هم خزنة النار وعددهم تسعة عشر.
- وقودها: حطبها.
- غلاظ شداد: أقوياء في البطش
- الكيد: الحسد والتآمر
- آوى: ضم.
- البدو: البادية.
- نزغ: وسوس وأفسد.
مضامين النصوص الأساسية
- أمر الله عز وجل المؤمنين بوقاية وحماية أنفسهم وذويهم من الوقوع في عذابه يوم القيامة.
- تحذير سيدنا يعقوب عليه السلام ابنه يوسف بعدم قص رؤياه على إخوته خشية الكيد به.
- حسن تربية يعقوب عليه السلام لبنيه، ووفاء وبر يوسف لأسرته بعد تحقق الرؤيا.
مفهوم رعاية الأطفال في الإسلام وخصائصه
مفهوم رعاية الأطفال في الإسلام
رعاية الأطفال: هي الاعتناء بالطفل والقيام بكل شؤونه على أفضل وأكمل وجه حتى تتحقق له الحماية من الأخطار والإشباع الطبيعي لحاجياته المتعددة، مع نمو شخصيته بشكل متوازن وسليم وفق منهج الإسلام وتعليماته.
خصائص رعاية الأطفال في الإسلام
- توفير مستلزمات الحياة الضرورية لهم.
- تعليم الأبناء وتاديبهم وصونهم من الانحراف.
- العمل على بناء شخصية صالحة متزنة.
- أنه أداء للأمانة من الأباء تجاه الأبناء.
- إظهار المحبة والمودة والرحمة لهم والعطف عليهم مع ملاطفتهم واللعب معهم.
- خلق جو للحوار معهم والإنصات إليهم مع اجتناب تعنيفهم نفسيا أو جسديا.
حقوق الأطفال في الإسلام بين الأسرة والمجتمع
حقوق الطفل على الأسرة
- الحق في النسب: تحريمه عز وجل للزنا وتشريع الزواج.
- الحق في النفقة: ويشمل الغذاء والكساء والإيواء بالمعروف، وهو واجب على الأب، أو أقاربه عند انعدامه، أو على الدولة في حالة اليتم والفقر.
- الحق في الدين والتربية السليمة: بالحرص على تربية الأبناء تربية دينية مبنية على طاعة الله والأخلاق الحميدة وحب الخير.
- الحق في الحضانة: ويتجلى في رعاية المحضون بعد الطلاق ويتحقق في إطار الأسرة.
حقوق الطفل على المجتمع
- الحق في الأسرة: يتضمن هذا الحق الاعتراف بالطفل وحمايته تحت أسرة متماسكة.
- الحق في الصحة: هو العيش في بيئة صحية وسليمة.
- الحق في المساواة: هو تمتع الطفل في الإسلام بقيمة اعتبارية مساوية للكبار.
- الحق في المال: وهذا حق ثابت أوجب الشرع حمايته ورعايته خاصة مال اليتيم.
- الحق في التعلم: بتمتع الطفل بحقه في التعلم من كتابة وقراءة والقرآن الكريم.
المودة والرحمة والحوار من أسس رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم
فالمودة والرحمة والحوار من أسس رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم، ويتجلى ذلك في التودد للأطفال ورحمتهم وتقبيلهم ومداعبتهم والمسح على رؤوسهم والتصابي معهم مما يشعرهم بلذة الرحمة والحنان والعطف، كما أن الحوار الهادئ معهم ينمي عقلهم، ويوسع مداركم، ويزيد من نشاطهم، وكل هذه الصفات من رحمة وشفقة، والحوار هي صفات النبوة المحمدية وأسس رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم.