حق الغير: العفة والحياء - ملخص الدرس
العفة والحياء: المفهوم والتجليات
مفهوم العفة
لغة: من عف عن الشيء، أي ابتعد عنه، أو كف عن طلبه لما يحمله من مكروه. واصطلاحا: حصول حالة للنفس تمتنع بها عما لا يحل قولا كان أو فعلا، وهي أيضا بمعنى البعد عن المحارم وتجنب الفواحش، وكل ما يضر بالعلاقات والكرامة الإنسانية وبصحة الفرد والمجتمع.
تجليات العفة
- عفة النفس بتربيتها على الفضيلة وعدم الطمع فيما عند غيرها.
- عفة الجوارح بحفظ اللسان والسمع والبصر والأطراف وكفها عن كل المحارم.
- عفة البطن عن تناول المحرمات بشتى أنواعها. وعفة الفرج بحفظه عن الفواحش الجنسية...
مفهوم الحياء
لغة: ضد الوقاحة، وهو الحشمة والاستحياء هو افتعال الحياء. واصطلاحا: هو انقباض النفس عن القبائح والفزع منها، هَيبة من الله تعالى وإجلالا لنظره، وخوفا من التعرض لمقته، وهو متولد من تعظيم المولى عز وجل ومحبته ومراقبه.
تجليات الحياء
- الحياء من الله الذي لا تخفى عليه خافية.
- الحياء من الملائكة التي تحفظ العبد وتدون ما يلفظ من قول أو يعمل من عمل.
- الحياء من الناس وهذا النوع أساس مكارم الأخلاق ومنبع كل فضيلة، لأنه يترتب عليه القول الطيب والفعل الحسن والعفة والنزاهة.
- الحياء من النفس بأن يجد العبد المؤمن نفسه تستحي من نفسه حتى كأن له نفسين تستحي إحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من الحياء فإن العبد إذا استحى من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر.
العفة والحياء في القول والعمل أساس تحصين الفرد والمجتمع
إن الإنسان الذي كرمه الله ينبغي أن يحافظ على كرامته وإنسانيته من حيث هو إنسان. ومن القيم النبيلة في حياة الناس أفرادا وجماعات قيمة الحياء، ومن شأن الحياء أن يمنع المرء من فعل أي شيء لا يتفق مع الأخلاق الكريمة والسلوك الحميد وهذا يعني أن الحياء سبيل للعفة. ومن أجل ذلك يعد الحياء في التصور الإسلامي عنصرا أساسيا من عناصر الإيمان فإذا رفع أحدهما رفع الآخر كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم «الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان» [رواه مسلم].
ويوسف عليه السلام لما دعته امرأة العزيز الى الفاحشة لم يستجب لها حياء من الله، وحياء من زوجها الذي أكرمه وأحسن مثواه {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف/23].
ومن فقد الحياء في قوله وعمله فقد العفة وتدرج في حياته من السيء الى الأسوأ، وهبط من الرذيلة الى الأرذل، ولا يزال يهوي حتى ينحدر الى الدركات السفلى. قال أبو حاتم رضي الله عنه «إن المرء إذا اشتد حياؤه صان عرضه، ودفن مساويه، ونشر محاسنه. ومن ذهب حياؤه ذهب سروره، ومن ذهب سروره هان على الناس ومقت، ومن مقت أوذى، ومن أوذى حزن، ومن حزن فقد عقله، ومن أصيب في عقله كان أكثر قوله عليه لا له، ولا دواء لمن لا حياء له» [روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، ص 58].
وهكذا فإن العفة والحياء أساس تحصين الفرد والمجتمع من الرذائل والشرور، وحماية لهما من الضياع والفساد الأخلاقي الذي يعد داء لا دواء له إلا في العفة والحياء.
والذين يوهنون الحس الإسلامي ويخدشون فطرة الأمة من خلال نشر الإباحية والفساد يكيدون للأخلاق ويعرضونها لمحنة عظيمة لذلك عليهم بتقوى الله والتحلي بخلق الحياء والعفة، قال صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة، إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» [رواه البخاري].
كيف أكتسب خلق العفة والحياء ؟
- بمصاحبة الأخيار ومجالسة الأبرار، فالمرء على دين خليله، ونافخ الكير إن لم يحرقك بناره أصابك بدخانه.
- بالصدق مع النفس واستحضار مراقبة الله والعلن، وفي الخلوة والجلوة، قال عز وجل: {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ} [العلق/14].
- بالتشبه بالكرام من أهل العفة والحياء في صدق كلامهم وجميل فعلهم وحسن ظنهم وغض بصرهم وحفظ فروجهم..
- بمحاسبة النفس ولومها على مساوئها والتوبة النصوح والإنابة الى الله بعد كل قول أو فعل مخل بالعفة والحياء...