فقه الأسرة: الأسرة نواة المجتمع - ملخص الدرس
صلاح الأسرة أساس صلاح المجتمع
الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، والركيزة الأساسية التي يقوم عليها صرحه المتين، وعلى مدى قوتها وتماسكها المستمدين من عقيدة الأمة الراسخة، تتوقف البنية الاجتماعية برمتها في مناعتها وسلامتها وفعاليتها وقدرتها على الاستقرار والصمود والعطاء.
فكلما كانت الأسرة صالحة كان المجتمع صالحا لأنها نواته وجوهره فهي بمثابة القلب للجسد إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله.
لذلك اهتم الإسلام بإصلاح الأسرة، ودعا الى أقامتها على أسس عميقة وعلى أركان متينة.
استقرار الأسرة: الشروط والمقومات
الأسرة هي شراكة بين أطراف متعددة، وهذه الأطراف تتكون أساسا من الزوجين (الزوج والزوجة) ثم الأبناء..وينبغي أن تتوفر في كل طرف شروط ومقومات حتى يكون عضوا إيجابيا مسهما في إصلاح المجتمع بدلا من إفساده...
الزوج
أرشد الإسلام الرجل الى اختيار الزوجة الصالحة التي ستكون شريكة حياته وأم أولاده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» [رواه البخاري].
الزوجة
خول الإسلام للمرأة كافة الصلاحية في قبول أو رفض من يتقدم لخطبتها وأرشدها الى أن تراعي في شريك حياتها جملة من الأوصاف منها ما جاء في الحديث الشريف: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» [رواه ابن ماجة]
الأبناء
هم أنوار البيوت وشموعها، وهم هبة الله وأمانته لدى الوالدين، جعل لهم حقوقا كثيرة حذر الوالدين من تضييعها وتوعد الآباء بسوء العاقبة إن هم فرطوا فيها، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم/6]. وأهم هذه الحقوق تأديبهم بتعاليم الدين الحنيف وتربيتهم على قيم الإسلام السمحة، قال صلى الله عليه وسلم: «لأن يُؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين» [رواه الترمذي] . حتى إذا نشأ الأبناء وكبروا صاروا ملزمين بالقيام بالحقوق تجاه والديهم وأهليهم وأرتهم، ففي الحديث «بروا أباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم» [رواه الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: «إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا» [رواه البخاري].
هذه جملة من الشروط والمقومات الأساسية لاستقرار الأسرة المسلمة، وكلما كانت الأسرة مستقرة كان المجتمع أكثر استقرار لأنها لبُّه ونواته ومنها يستمد ماء حياته..
كيف نحصن الأسرة من الأنحلال والتفكك ؟!
إذا كانت الأسرة سبيلا لحفظ الدين، ووسيلة لحفظ النسب والعرض، فهي إذن ثروة إنسانية لا مناص من حمايتها من التفكك وصيانتها من الانحلال وذلك بالالتزام بالتوجيهات الآتية:
- بأن نجتهد في تعلم أعمال البر التي دعانا إليها ربنا عز وجل، ونجتنب كل ما يؤدي أطراف هذه الأسرة من أباء وأبناء وأقارب
- بأن نكتسب الخصال التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنعزز الثقة بين أطراف هذه الأسرة ونعمق مشاعر المودة والرحمة بين أفرادها
- بأن نلتزم بقيم الإسلام في بناء الأسرة، ونستحضر التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة، فهي محسودة من جهات شتى تحاول جاهدة إفسادها بعقد مؤتمرات وسن قوانين مسهمة في تفكيك الأسرة، وفرض تلك القوانين أحيانا بوسائل عدة، منها: الضغط على السلطات التشريعية لتغيير قوانين الأسرة ومدوناتها في البلاد الإسلامية لتتماشى وأطروحاتها الهدامة!!
- بأن نشكر الله تعالى على نعمة الأسرة التي حرم منها بعض الناس، وأن نتواصى بغية حمايتها وحفظها من كل ما يؤذيها ويساعد على تفكيكها وانحلالها...