ملف حول النقل الحضري: مثال الدار البيضاء والقاهرة
تمهيد إشكالي
تعاني المدن الكبرى بالعالم العربي كالدار البيضاء والقاهرة أزمة على مستوى النقل الحضري وذلك بسبب الانفجار الحضري الذي تعرفه هذه المدن.
- فما هي مظاهر الانفجار الحضري بالمدينتين؟
- وما هي أهم انعكاساته؟
- ما هي وضعية النقل الحضري بالمدينتين؟
- ما هي التدابير المتخذة لمعالجة الأزمة التي يعاني منها القطاع؟
الانفجار الديموغرافي بالقاهرة والدار البيضاء وانعكاساته
خصائص الانفجار الحضري والديموغرافي بالمدينتين
عرف سكان البيضاء والقاهرة نموا ديموغرافيا سريعا في الفترة الممتدة ما بين 1900 – 2005، فبعد أن كان سكان الدار البيضاء سنة 1900 لا يتجاوز 250 ألف نسمة، انتقل هذا العدد إلى 4 مليون نسمة سنة 2005م، نفس الشيء بالنسبة للقاهرة، فبعد أن كان عدد سكانها لا يتعدى 500 ألف نسمة في مطلع القرن 20م وصل 11 مليون نسمة سنة 2005م.
العوامل المسؤولة عن التطور الديموغرافي
- ارتفاع معدلات الهجرة الريفية: نسبة %40 من سكان القاهرة جاءوا من الريف نظرا لسوء الأحوال.
- استقرار المهاجرين المصريين العائدين من دول الخليج بالمدينة.
- ارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية بمصر وذلك بسبب الجهل، اعتبار الأطفال مصدر رزق، عدم استعمال موانع الحمل، تدني نسبة العزوبة.
- الأهمية الاقتصادية لميناء البيضاء نظرا لقربه من المناطق الفلاحية ومناجم الفوسفاط.
- استقطاب اليد العاملة الريفية.
- احتلال مدينة الدار البيضاء مركز الصدارة وطنيا على مستوى التجارة.
انعكاسات الانفجار الديموغرافي
على المستوى الاقتصادي
- انتشار البطالة والفقر.
- ظهور أنشطة اقتصادية غير مهيكلة.
- انتشار الباعة المتجولين.
على المستوى الاجتماعي
- انتشار الجرائم والفقر والأمية خاصة بأحياء السكن العشوائي.
- وجود فئات متباينة من حيث سلوكها ومستواها الاجتماعي.
- الضغط على المرافق الاجتماعية كالمدارس والمستشفيات وعدم كفايتها.
على مستوى النقل العمومي
- عدم كفاية وسائل النقل العمومي.
- اختناق شوارع وطرق المدينتين.
- تنوع شركات النقل وقلة جودتها.
على مستوى التوسع المجالي
- توسع المدن على حساب المساحات الخضراء.
- ظهور أحياء السكن العشوائي والمدن الصفيحية.
- ارتفاع أسعار الأراضي بالمدينتين.
- وجود أسر مصرية تقطن بين المقابر.
خصائص النقل الحضري بالدار البيضاء ومظاهر أزمته
وضعية النقل الحضري بالبيضاء
تشكل وسائل النقل العمومي بالدار البيضاء %53 من مجموع وسائل النقل المستعملة بالعاصمة الاقتصادية، وتتنوع كالتالي:
- سيارات الأجرة الصغيرة %53،2.
- سيارات الأجرة الكبيرة %37،1.
- حافلات شركات النقل الخاصة %6،6.
- حافلات الوكالة المستقلة للنقل الحضري %2،3.
مظاهر الأزمة التي يعاني منها النقل الحضري بالدار البيضاء
- انخفاض عدد الحافلات مقابل الارتفاع المهول لعدد السكان فمتوسط عدد السكان لكل حافلة 14172 نسمة مقابل 1000 نسمة كمعدل عالمي.
- تراجع مداخيل وكالة النقل الحضري بالدار البيضاء حيث انتقلت من 70 مليون سنتيم كمعدل يومي إلى 4 ملايين سنتيم بسبب قدم هذه الحافلات، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة من طرف حافلات النقل الخاصة.
- المنافسة الكبيرة بين سيارات الأجرة الكبيرة والوسائل الأخرى.
- ظهور خروقات قانونية كتجاوز العدد المسموح به من الركاب، وظهور ظاهرة النقل السري.
خصائص النقل الحضري بمدينة القاهرة ومظاهر الأزمة به
خصائص النقل الحضري بالقاهرة
تشكل وسائل النقل العمومي بالقاهرة %35 من مجموع وسائل النقل المستعملة، وتتنوع كالتالي:
- الحافلات %80.
- الميني باص (الحافلات الصغيرة) %13،7.
- المترو الترمواي %5،5.
- العبارة النهرية %0،8.
والملاحظ هو أن عدد الحافلات ضئيل مع عدد السكان (حافلة لكل 3428 ساكن).
أزمة النقل الحضري بمدينة القاهرة
تتميز حركة السير في القاهرة بالكثافة والفوضى، وتنوع وسائل النقل المستعملة، وعلى الرغم من وجود نظام عصري للنقل العمومي فإن فعاليته تبقى محدودة بسبب:
- النمو العشوائي للمدينة.
- كثافة حركة السير.
- تردي الطرق.
- ظهور النقل السري.
- اكتظاظ الحافلات بالركاب.
- الازدحام وضعف خدمات النقل العمومي.
التدابير المتخذة لمعالجة أزمة النقل الحضري بالدار البيضاء والقاهرة
الجهود المبذولة للتخفيف من أزمة النقل الحضري بالدار البيضاء
إعادة تأهيل النقل بالحافلات، وذلك من خلال:
- فتح المجال أمام شركات النقل الخاص.
- تفويت خدمات الوكالة المستقلة للنقل الحضري لشركة "مدينة باص".
إدخال وسائل عصرية للنقل الحضري مثل:
- إحداث الخط السككي الرابط بين عين السبع و مطار محمد الخامس والمعروف بالبيضاوي.
- إحداث مشروع المترو والترامواي.
توقيع اتفاقية التسيير المفوض في 5 غشت 2005 بين شركة مدينة باص ومجلس مدينة الدار البيضاء وتدوم 15 سنة، يتم بمقتضاها رفع حافلات أسطول النقل الحضري من 613 في السنة الأولى إلى 1200 حافلة في أفق 2014.
التدابير المتخذة للتخفيف من أزمة النقل الحضري بالقاهرة
- إنجاز مترو الأنفاق بالمدينة للتخفيف من عبء الاكتظاظ وقلة وسائل النقل بالمدينة.
- تشجيع الخواص على الاستثمار في القطاع.
- تطوير الجسور للتقليل من الاختناقات التي تعرفها الشوارع.
خاتمة
على الرغم من كل الجهود المبذولة من طرف الحكومة ومن طرف الخواص لإيجاد حل لأزمة النقل الحضري بالمدينتين لا يزال القطاع يعاني من عدة مشاكل.