دور الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في حماية البيئة
تقديم إشكالي
المنظمات غير الحكومية أو أجهزة المجتمع المدني هي جمعيات مستقلة عن الدولة تشتغل خدمة لأهداف إنسانية (اجتماعية، ثقافية، بيئية ...)، وتصنف حسب مجال نفوذها إلى دولية ووطنية.
- ما هي أهداف المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية الفاعلة في الميدان البيئي؟
- ما هي أدوار وطرق عمل المنظمات غير الحكومية المهتمة بالشأن البيئي؟
- ما هي إنجازات هذه الجمعيات من أجل إعادة التوازن البيئي وتحقيق التنمية المستدامة؟
التعريف بأهداف بعض المنظمات غير الحكومية الفاعلة في الميدان البيئي
في العقود الأخيرة ظهرت المنظمات الدولية ذات البعد البيئي
في سنة 1971م تأسست الفيدرالية الدولية لأصدقاء الأرض التي تهدف إلى بناء عالم يقوم على الاستجابة للحاجات الأساسية للإنسان فيما يخض الماء والهواء والتغذية والطاقة دون أن يؤثر ذلك على احتياجات الأجيال القادمة، وتوزيع عادل للثروات، والمزاوجة بين الحق في بيئة نظيفة وواجب المحافظة عليها، وكذا مساهمة جميع المواطنين في بناء مجتمع ديمقراطي بناء على قاعدة مبدأي الاحتياط والمشاركة.
ابتداء من سنة 1986م برز اسم "الصندوق العالمي للطبيعة" الذي اهتم بإيجاد الحلول للمشاكل البيئية من خلال حماية الغابة، ومحاربة تلوث البحار والمحيطات والسواحل، والمحافظة على نقاوة المياه العذبة والتنوع البيولوجي، ومواجهة عواقب التغيرات المناخية.
منذ سنة 1989م تحولت منظمة السلام الأخضر إلى منظمة دولية، وركزت في أهدافها على حماية الغابات والمحيطات من كل أشكال التدهور، وتشجيع استعمال الطاقات المتجددة والنظيفة كبديل للوقود الأحفوري، ونزع السلاح النووي والحد من انتشار الإشعاعات النووية، وحظر استعمال المواد الكيماوية السامة، ومنع انتشار المواد المعدلة وراثيا.
بعض المنظمات الحكومية المهتمة بالشأن البيئي بالمغرب
يتوفر المغرب على بعض المنظمات الحكومية المهتمة بالشأن البيئي من أهمها:
- جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة: تهدف الرفق بحيوانات الخدمة والاستئناس، والتكوين والتحسيس والتربية البيئية، والمساهمة في الحفاظ على التراث الطبيعي.
- الشبكة المغربية للمنظمات غير الحكومية لمكافحة التصحر والجفاف: تهدف تطوير أساليب مكافحة التصحر، وتبادل المعلومات والخبرات، وعقد اتفاقيات شراكة مع مختلف المهتمين بقضايا التصحر وآثار الجفاف.
- إندا مغرب: فرع للمنظمة الدولية غير الحكومية الذي يسعى إلى محاربة الفقر ودعم كل أشكال التنمية البشرية القائمة على احترام البيئة.
أدوار وطرق عمل المنظمات غير الحكومية في مجال إعادة التوازن البيئي وتحقيق التنمية المستدامة
عرف دور المنظمات غير الحكومية في حماية البيئة تحولا هاما
قبل مؤتمر ريو دي جانييرو لسنة 1992م كانت المنظمات غير الحكومية ترتكز فقط على قوتها التجنيدية دوليا، وتقتصر على برامج لحماية الطبيعة، ويغلب الطابع الاحتجاجي المحض على مواقفها، وبعد هذا المؤتمر، أصبحت هذه المنظمات قادرة على التحليل والتفكير والاقتراح، وصارت تميل نحو الاستثمار في كبريات المسائل السياسية والاقتصادية للتنمية المستدامة، وانتقلت إلى موقف فعال خاصة داخل المنتظم ألأممي.
ومنذ 1995م تبنى المغرب إستراتيجية جديدة لحماية البيئة والتنمية المستدامة ترمي إلى إدماج البعد البيئي في مخططات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد من خلال إنعاش الاستثمار وتأهيل النسيج الصناعي ومحاربة الفقر وتنمية العالم القروي وحماية البيئة، وذلك بشراكة واسعة تضم الإدارة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والجماعة المحلية.
يمر تدخل المنظمة غير الحكومية الدولية "منظمة السلام الأخضر" عبر خطوات
- التحقيق: التأكد من الأضرار البيئية.
- البحث: فهم الأضرار وسبل تجاوزها.
- الاقتراح: اقتراح بدائل تربوية وتشريعية وتقنية.
- التشاور: الاتصال بالمسؤولين وأصحاب القرار الافتراضيين (تدبير شؤون البيئة، وترشيد استعمال الموارد الطبيعية ).
- الإعلام: إشعار الجمهور بالأخطار الحالية والمتوقعة.
- الضغط: تعبئة الجمهور وكل المؤثرين.
- فرض احترام النصوص والتشريعات ومقاضاة المتورطين في إلحاق الضرر بالبيئة ورفع السرية عن بعض التجاوزات.
- المواجهة أحيانا لإثارة الاهتمام ولإرغام المسؤولين على معالجة القضايا البيئية.
خاتمة
رغم تزايد نفوذ المنظمات غير الحكومية المعنية بالشأن البيئي، فإن الوعي بالمحافظة على البيئة لم يرق إلى بعد المستوى المطلوب سواء لدى المواطنين أو أصحاب القرار، مما يكرس استمرار تدهور البيئة وانتشار الكوارث البيئية.