النظام الفيودالي في أوربا في العصر الوسيط
مقدمة
شكلت سنة 476 منعطفا حاسما في تاريخ أوربا، إذ أدت هجمات الشعوب المتبربرة على الإمبراطورية الرومانية إلى زوالها وبالتالي نهاية العصور القديمة وبداية العصور الوسطى التي تعرف كذلك بالعصور الفيودالية.
- فما المقصود بالفيودالية؟
- وما هي أسباب ظهورها؟
- وما هي الفئات الاجتماعية التي انقسم إليها المجتمع الفيودالي؟
- وما هي العلاقات التي كانت تربط بين هذه الفئات؟
خريطة أوربا وأوضاعها السياسية والاجتماعية
عرف العصر الوسيط سيطرة الشعوب المتبربرة
يقصد بالعصر الوسيط في أوربا تلك المرحلة التي ساد فيها النظام الفيودالي (الإقطاعي)، وهي المرحلة الممتدة من نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية سنة 476م (مع العلم أن الإمبراطورية دخلت مرحلة الضعف سنة 375م، وانقسمت إلى شرقية وغربية سنة 395م) بفعل ضربات الشعوب المتبربرة (الإفرنج والوندال) أدى إلى سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين سنة 1435م.
تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية بأوربا خلال العصر الوسيط
عرفت أوربا خلال العصر الوسيط تدهورا شمل جميع الميادين، حيث ساهم ضعف السلطة الملكية، وانعدام الأمن، وانتشار الطاعون والمجاعة في الدفع بالأوربيين إلى البحث عن حماية الأقوياء من جيرانهم القادرين على ضمان معيشتهم وأمنهم، فعرف هذا العصر بالعصر الفيودالي.
تنوع طبيعة ومكونات المجتمع الفيودالي
طبيعة المجتمع الفيودالي
تكون المجتمع الفيودالي من ثلاث طبقات تتمثل في الأسياد والفرسان ثم الفلاحون والأقنان، وقد كانت العلاقة بين السادة والملوك تتميز بتقديم الخدمة والمناصرة والهدايا والتعويضات إلى الملك الذي يقدم بالمقابل الاقطاعات للسادة ويتنازل لهم عن الضرائب وحق القضاء في منطقة نفوذهم، وأصبحت هذه التسهيلات تعرف بالامتيازات الفيودالية التي أصبحت وراثية بموجب قانون تحويل "الفيودم".
طبقات المجتمع الأوربي في العصر الوسيط
تتكون هذه الطبقات من الأسياد الذين يوجدون على رأس الهرم الاجتماعي، ويتولون حماية الأتباع مقابل أداء الضرائب ورسوم المرور…، في حين شكل الفرسان أداة لجمع الضرائـب، وهي طبقة تنحدر من الأسياد وقد أصبحت تقدم الخدمات العسكرية بصفة وراثية مقابل تمتعها بالامتيازات الفيودالية، أما الطبقة الثالثة فتتشكل من الأقنان الذين كانوا يشتغلون لصالح الأسياد والفرسان، وبذلك كانوا في ملك السيد الذي بإمكانه بيعهم أو معاقبتهم.
خاتمة
لعب النظام الفيودالي خلال العصر الوسيط دورا كبيرا في تخلف أوربا، ومهد للمواجهة الدينية بين المسلمين والمسيحيين في إطار الحروب الصليبية.