حق البيئة: إن الله جميل يحب الجمال - الدرس
الوضعية المشكلة
يتعرض إنسان هذا العصر لضغوطات مادية واجتماعية تحجب عنه آيات الله في الكون، فرغم أن الإنسان محاط بآيات الجمال الكونية والبيئية، إلا أنه يمر كأن لم يرها، بل إن من الناس من لا يرفع بصره إلى السماء لانغماسه في هموم نفسه ونكد عيشه.
- فكيف يأخذ الإنسان حقه في التأمل في آيات جمال البيئة رغم طبيعة حياته المركبة؟
النصوص المؤطرة للدرس
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾. [سورة يس، الآية: 33] قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ﴾. [سورة يس، الآيتان: 71 – 72] |
قراءة النصوص ودراستها
قاموس المفاهيم الأساسية
- آية: دليل وحجة وبرهان.
- الأرض الميتة: القاحلة التي لا تنبت.
- حبا: ثمارا.
- أنعاما: الإبل والبقر والغنم المعز.
- ذللناها: سخرناها لخدمة الإنسان.
مضامين النصوص الأساسية
- بيان قدرة الله على إحياء الأرض الميتة القاحلة، وإخراج ثمارها وخيراتها لتبرهن على جميل صنع الخالق.
- خلق الله تعالى الأنعام خدمة للإنسان، وسخر له ركوبها وأكلها لتحقيق الوظيفة الاستخلافية.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها
مفهوم البيئة وعلاقة الإنسان بها
مفهوم البيئة
البيئة: لغة: مشتقة من البوء وهو القرار أو اللزوم، ومنه قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ﴾، واصطلاحا: المكان المحيط الذي يوجد فيه الانسان وما فيه من عوامل وعناصر وظواهر طبيعية وبشرية تؤثر في تكوينه وأسلوب حياته.
علاقة الإنسان بالبيئة
- الإنسان مكون من مكونات النظام البيئي والمجال الحيوي.
- الإنسان يحتل مكانة خاصة ومتميزة في علاقته مع البيئة.
- البيئة سخرها الله للإنسان.
حقوق البيئة في الإسلام
للبيئة حقوق كثيرة، ومنها:
- التشجير والتخضير: لقد حث الإسلام على استنبات الأرض، ورتب على ذلك الجزاء الوفير، فقال ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَلَا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ».
- العمارة والتثمير: حث الإسلام على عمارة الأرض وإحياء مواتها وتمييز مواردها وثرواتها.
- النظافة والتطهير: اهتم الإسلام بالنظافة اهتماما خاصا وحث على الطهارة، فجعل النظافة فيه عبادة بل فريضة من فرائضه، قال ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا».