تتحدث السورة عن سعي الإنسان وعمله وكفاحه في الحياة، ثم تتحدث عن نهايته إما إلى النعيم أو إلى الجحيم.

ابتدأت بالقسم بالليل إذا غشي الخلائق، وبالنهار إذا أنار الوجود، وبالخالق العظيم للذكر والأنثى، أن عمل الخلائق مختلف، وطريقهم متباين، قال تعالى: ( وَالليْلِ إِذَا يَغْشَى {1} وَالنهَارِ إِذَا تَجَلى {2} وَمَا خَلَقَ الذكَرَ وَالْأُنثَى {3} إِن سَعْيَكُمْ لَشَتى {4}).

وضحت سبيل السعادة وسبيل الشقاء، وبينت طريق طالب النجاة وبينت أوصاف الأبرار والفجار وأهل الجنة وأهل النار، قال تعالى: ( فَأَما مَن أَعْطَى وَاتقَى {5} وَصَدقَ بِالْحُسْنَى {6} فَسَنُيَسرُهُ لِلْيُسْرَى {7} وَأَما مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى {8} وَكَذبَ بِالْحُسْنَى {9} فَسَنُيَسرُهُ لِلْعُسْرَى {10}).

نبهت لاغترار الناس بأموالهم وثرواتهم وهي لا تنفعهم شيئا يوم القيامة، وذكرتهم بالحكمة من توضيح طريق الخير والشر، قال تعالى: ( وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدى {11} إِن عَلَيْنَا لَلْهُدَى {12} وَإِن لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى {13}).

حذرت أهل مكة من عقاب الله وانتقامه من المكذبين بآياته ورسوله وأنذرتهم من النار وعذابها، قال تعالى: (فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظى {14} لَا يَصْلَاهَا إِلا الْأَشْقَى {15} الذِي كَذبَ وَتَوَلى {16}).

ختمت بذكر نموذج المؤمن الصالح الذي ينفق في وجوه الخير ليزكي نفسه ويصونها من عقاب الله، وضربت مثلا بأبي بكر رضي الله عنه حين اشترى بلالاً وأعتقه في سبيل الله، قال تعالى: (وَسَيُجَن ّبُهَا الْأَتْقَى {17} الذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكى {18} وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نعْمَةٍ تُجْزَى {19} إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبهِ الْأَعْلَى {20} وَلَسَوْفَ يَرْضَى {21}).