كان الناس في مكة يعبدون الأصنام منذ زمن بعيد، وقد ورثوا عبادتها عن آبائهم وأجدادهم؛ بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء، ولما بلغ سن الأربعين نزل عليه الملك جبريل عليه السلام بالوحي، فكانت أول آية نزلت عليه، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) سورة العلق.
فعاد إلى زوجه خديجة رضي الله عنها خائفا مرتجفا، وقال، دثروني، دثروني.. ثم بعد مدة نزلت عليه سورة المدثر، ليبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام سرَّا، وبدأ بأقرب الناس إليه، حتى لا يجلب عليه عداوة قريش..
فآمنت به زوجته خديجة بنت خويلد، وآمن به أيضًا ابن عمه علي بن أبي طالب، وكان غلامًا في العاشرة من عمره، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يقوم بتربيته، وكان صديقه أبو بكر أول الذين آمنوا به من الرجال، كما آمن به مولاه زيد بن حارثة.