الرحمة والرفق - الدرس
الوضعية المشكلة
يقال أن المجتمعات الاسلامية تعرف كثيرا من مظاهر العنف التي يتعرض لها الناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، نتيجة طبيعة تعاليم الدين الاسلامي وما يدعو إليه من عنف وعدم الرأفة.
- فما حقيقة هذا الادعاء ؟
النصوص الشرعية
قال تعالى: «و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» سورة الأنبياء 106 عن عائشة أم المؤمنين قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه» |
قاموس المفاهيم
أرسلناك: بعثناك
يعطي: يحقق
مضامين النصوص
- تبين الاية ان الله تعالى ارسل رسوله رحمة مهداة للعالمين
- الدعوة إلى اتخاد الرفق وسيلة للوصول إلى المبتغى
- اتصاف الله عز وجل بالرفق
مفهوم الرحمة والرفق ودلالتهما في القول والعمل
حقيقة الرحمة
صفة يتعاطف بها الخلق ويشفق بها القوي علىى الضىعيف، ويتواد بها بنو آدم. تعني الرأفة والرفق واللين في التعامل مع الكائنات التي يعيش معها الانسان.
وهي رقة في القلب بها يألم الانسان لمصاب كل متالم ومفجوع، فيرحم الصىغير، ويعطىف على الفقيىر، ويسىاعد المحتاج، ويطعىم المسكين، ويرق للضىعيف، ويشفق على المبتلى … وقد بعث تعالى نبيه رحمة مهداة للعالمين قال تعىلى : «و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» [سوورة الأنبياء، ]106
وقد شخص صلى الله عليه وسلم تلك الرحمة في معاملاته مع اصحابه وأعدائه على السواء، قال محفزا ومرغبا على هذا الخلق : « من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل « .
حقيقة الرفق
الرفق هو: لين الجانب في القول والعمل، والتأني في الأمور والأخذ بأيسرها ،والمشي فيها بتؤدة وحلم، وترك الشدة والغلظة في ذلك، والرفق صفة من الصفات الطيبة بل هو الخير كله، قال رسول الله صلى الله علٌه وسلم: ( من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير)
مظاهر الرفق
- الرفق بالأهل والخدم، قالت عائشة رضي الله عنها: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله …» (صحيح الإمام مسلم)
- الرفق بالأطفال، فعن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح على رؤوسهم» (رواه النسائي وابن ماجه)
- الرفق في تعليم الجاهل، رفقه صلى الله عليه وسلم بالأعرابي الذي بال في المسجد…
- رفق الإمام بالمأمومين لقوله صلى الله عليه وسلم : « يا أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم المريض والكبيرة وذا الحاجة» (صحيح البخاري)
مجالات الرحمة
تتسع مجالات الرحمة في الاسلام لتشمل كل حركات وسكنات المؤمن، منها :
- الرحمة بالوالدين: قال تعالى: “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” (سورة الإسراء، الآية:24)
- الرحمة بالصغير والكبير، قال صلى الله عليه وسلم : « ليس منا من لم يوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر » (مسند الإمام أحمد).
- الرحمة بين الأزواج، قال جل شأنه: ” وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” سورة الروم، الآية: 21
- الرحمة بالجار، قال صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره»
- الرحمة بالفقراء والمحتاجين والضعفاء والأرامل والأيتام فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما بهاه الفئة فأتي ضعفاءهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، وكيف لا وهو الرحمة المهداة للعالمين.
- الرحمة بالعصاة والمذنبين، فإنهم يحتاجون إلى رحمة التوجيه والهداية لطاعة الله.
- الرحمة بالحيوان، فهو مخلوق ذو إحساس، لذلك جعلت الجنة جزاء لمن أشفق عليه، والنار جزاء لمن قسي قلبه عليه