القيادة: مفهومها، عناصرها، أهميتها ومبادئها
مفهوم القيادة
القيادة: مأخوذة من ” القود ” في اللغة نقيض ” السوق ” يقال : يقود الدابة من أمامها ويسوقها من خلفها وعليه فمكان القائد في المقدمة كالدليل والقدوة والمرشد.
القيادة: هي القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيه سلوكهم لتحقيق أهداف مشتركة. فهي إذن مسؤولية تجاه المجموعة المقودة للوصول إلى الأهداف المرسومة.
القائد: هو الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات الأفراد من حوله لإنجاز أهداف محددة.
عناصرها
تتكون القيادة من ثلاثة عناصر أساسية، هي:
- وجود جماعة من الأفراد.
- وجود فرد بين المجموعة يؤثِّر فيهم.
- وجود أهداف مشتركة يسعون لتحقيقها.
أهميتها
القيادة ظاهرة اجتماعية تتصل بطبيعة الإنسان، فالوجود المشترك لشخصين أو أكثر يخلق نوعا من الحاجة إلى من ينظم العلاقات القائمة بينهم ، ويقيم العدل فيهم، حتى لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعيين القائد في أقل التجمعات البشرية حين قال عليه الصلاة والسلام: ” إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم ” رواه أبو داوود ، قال الخطابي: إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعاً ولا يتفرق بهم الرأي ولا يقع بينهم الاختلاف.
مبادئها الأساسية
هناك ثلاثة مبادئ أساسية تحكم عمل القيادة الإسلامية وهي : الشورى والعدل وحرية التفكير.
الشورى
ممارسة الشورى تمكّن أفراد الحركة من المشاركة في صناعة القرار، وتحكم سلوك القائد، وترشده في حالة الانحراف عن الأهداف الكلية.
العدل
على القائد أن يعامل مع الأخرى بالعدل والإنصاف بغضّ النظر عن أجناسهم أو ألوانهم أو أصولهم القومية أو الدينية والقرآن الكريم يأمر المسلمين أن يكونوا قوّامين بالقسط حتى في التعامل مع خصومهم، إذ يقول : (إنَ اللهَ بأمركم أن تؤدوا الاماناتِ إلى أهلهَا وإذا حكمتُم بينَ الناسِ أن تحكُمُوا بالعدلِ) (سورة النساء : 58) (وَلا يجرِ منكُم شنئانُ قوم على ألا تعدلُوا اعدِلوا هوَ أقربُ للتقوى) (سورة المائدة : 8) (يأيها الذينَ امنوا كونوا قومينَ بالقسطِ شهداءَ للهِ ولو على أنفسكُم أو الولدينِ والأقربين إن يكُن غنيّاً أو فقيراً وأولى يهما) (سورة النساء : 135).
حرية الفكر
على القائد أن يوفر المناخ المناسب للنقد البنّاء للنقد البنّاء وأن يطالب به شخصياً، وللأعضاء حق التعبير الحر عن آرائهم وإبداء اعتراضاتهم والمطالبة بالردّ على أسئلتهم واستفساراتهم.
عوامل نجاح القيادة
إن نجاح القيادة الإسلامية يتوقف على ما يلي:
- استيعاب هذه القيادة لدعوتها وثقتها بها وبأحقيتها، وثقتها بانتصارها، وعدم تناقض سلوك هذه القيادة مع ما تدعو إليه.
- قدرة القيادة على الاستمرار بالدعوة تبليغاً وإقناعاً.
- قدرة القيادة في استيعاب المستجيبين للدعوة تربية وتنظيماً وتسييراً.
- وجود الثقة الكاملة بين القيادة وأتباعها.
- قدرة القيادة على التعرف على إمكانية الأتباع وأن تستطيع الاستفادة من كل إمكاناتهم العقلية والجسمية أثناء الحركة.
- قدرة القيادة على حل المشاكل الطارئة بأقل قدر ممكن من الجهد.
- أن تكون هذه القيادة بعيدة النظر مستوعبة للواقع.
وهذا ما تحقق في رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما أثبته القرآن والسنة وكتب السيرة.