الفلسفة ثانية باك
مجزوءة الأخلاق (تقديم)
الأستاذ : حسن شدادي
الفهرس
I- تقديم عام
II- القدرات المستهدفة
III- الوضعية المشكلة
I- تقديم عام
في "أصداء السيرة " للأديب الكبير "نجيب محفوظ"، وصف دقيق لحالة التناقض التي يمكن أن يعيشها الإنسان أو يحسها في لحظة من حياته، وهو يسعى بحثا عن السعادة. وتمثل حالة التلميذ، وهو مسوق إلى المدرسة، نموذجا لبداية التحول والانتقال من الحرية "المطلقة" إلى المؤسسة بما تفرضه من حدود وإلزام، وما تقتضيه من واجبات قد تدفع المرء إلى البحث عن السعادة في الماضي.
يقول "نجيب محفوظ" في "سيرته": " ذهبت ذات صباح إلى مدرستي الأولية محروسا بالخادمة. سرت كمن يساق إلى سجن، بيدي كراسة وفي عيوني كآبة، وفي قلبي حنين للفوضى، والهواء البارد يلسع ساقي شبه العاريتين تحت بنطلوني القصير. وجدنا المدرسة مغلقة، والفراش يقول بصوت جهير: بسبب المظاهرات لا دراسة اليوم أيضا. غمرتني موجة من الفرح طارت بي إلى شاطئ السعادة، ومن صميم قلبي دعوت الله أن تدوم الثورة إلى الأبد ".
لذلك عملت الأخلاق، بوصفها قواعد معيارية للسلوك، على حماية الإنسان من هيمنة الأهواء وما قد يصدر عنه من عنف تجاه ذاته أو غيره. كما عمد المجتمع إلى تأكيد هذه القيم، وعمل على ترسيخها من خلال تحديد الواجبات التي على كل فرد القيام بها.
- فهل الحياة داخل المؤسسات، والخضوع للنظم الأخلاقية سجن يفقد فيه الإنسان حريته ؟
- وهل السعادة تكمن فعلا في التحرر من سلطة القيم والمجتمع ؟
II- القدرات المستهدفة
- إدراك ما يميز الفعل الإنساني في بعده الأخلاقي والذي تحكمه قيم سامية تعطي للفعل معنى وتحرره من سلطة الطبيعة.
- فهم الوضع الإشكالي للأفعال الأخلاقية بين المطلق والنسبي.
- اكتشاف الصعوبات التي يطرحها التفكير في الفعل الأخلاقي بين الإلزام والالتزام.
- تحليل مفاهيم الواجب والسعادة والحرية في سياقاتها النظرية الفلسفية وفهم ترابطاتها وتقاطعاتها ورهاناتها وامتداداتها.
- مناقشة الأفكار والأطروحات والمواقف الفلسفية بنقدها والتعليق عليها.
III- الوضعية المشكلة
دعاء دعوت للثورة وأنا دون السابعة. ذهبت ذات صباح إلى مدرستي الأولية محروسا بالخادمة. سرت كمن يساق إلى سجن. بيدي كراسة وفي عيني كآبة، وفي قلبي حنين للفوضى، والهواء البارد يلسع ساقي شبه العاريتين تحت بنطلوني القصير. وجدنا المدرسة مغلقة، والفراش يقول بصوت جهير: بسبب المظاهرات لا دراسة اليوم أيضا. غمرتني موجة من الفرح طارت بي إلى شاطئ السعادة، ومن صميم قلبي دعوت الله أن تدوم الثورة إلى الأبد. |
نجيب محفوظ، أصداء السيرة الذاتية، مكتبة مصر
"أصداء السيرة الذاتية" للأديب نجيب محفوظ، كتابة بيوغرافية تأملية في تجربة حياتية، قدمت في نصوص قصيرة جدا وبلغة مكثفة ذات بعد رمزي. إنها وصف لحياة الأسرة المصرية في علاقاتها الداخلية المركبة، وامتداد لهذه العلاقات في
المجتمع والمؤسسات.
يرمز الطفل في هذا النص إلى عالم المقاومة، والرفض، والأهواء والحرية ؛ بينما تمثل المدرسة نقيض الطفولة: عالم القوانين والإلزام والواجب المفروض، في الوقت الذي تشكل فيه الثورة أداة للتحرر من قيد الأخلاق وإكراهات الواجب. إنها مجال تحقق الحرية والسعادة.
- فهل الحياة داخل المؤسسات والخضوع للواجب والنظم الأخلاقية سجن يفقد فيه الإنسان حريته ؟
- وهل السعادة تكمن فعلا في التحرر من سلطة الواجب والمجتمع ؟