التاريخ والجغرافيا ثانية باك آداب وعلوم إنسانية - الدورة 2 الفرض 2 النموذج 1

« بدأت المدن، مثل دمشق وحلب وحمص وحماة، تتحرك وتعبر عن رفضها للاحتلال، وتحرك المثقفون والأحرار، فتشكل حزب الشعب، وكان رئيسه د. عبد الرحمن الشهبندر، وقد فاقم الأمور وزاد في تعقيدات الأوضاع تردي الأحوال الاقتصادية، مما أعد الأجواء في المدن والريف، وخاصة في جبل العرب حيث كان سلطان الأطرش أبرز معارضي السياسة الفرنسية هناك ... وسبق للأطرش أن قاد أول انتفاضة درزية مهمة ضد الفرنسيين في يوليوز 1922، إلا أن الثورة الكبرى اندلعت في أواخر يوليوز 1925، ومن جبل العرب وبقيادته، وأعلن قيامها باسم استقلال سوريا وإعادة توحيد الجبل مع دمشق ...

وفي العام 1928 جرت انتخابات وفازت الكتلة الوطنية ... وقادت ... الحركة الوطنية (في سوريا) حتى تحقيق الاستقلال في نهاية المطاف بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ...».

« لقد أريد للعرب أن يواجهوا واقعا أعد لهم بتخطيط محكم ساعدوا هم أنفسهم على إنجاحه بانعدام تخطيط جماعي مقاومته، فقد أعد العدو العدة بطرق علمية للمعركة المفروضة على العرب منذ مطلع هذا القرن، فحدد على الخريطة مواقع القتال وتحكم في توقيته، وتوفر على السلاح وأحصى بعناية وسائلنا وإمكاناتنا، ورتب على ذلك خطته، ومكن له صانعوه من وسائل التفوق العسكري، وبنوا سياسة دعمه على اطراد هذا التفوق واستمراره ...

ففي حرب 1948 كنا ست دول تقاتل بستة جيوش نظامية عصابات صهيونية لم يكتمل آنذاك قوامها، ولكن كفاها الله القتال إذ كان سلاحنا الفاسد يرتد إلى صدور جنودنا، وفي حرب سنة 1967 كنا نتحسب قدوم قوات العدو من الشرق فداهمتنا من الغرب وحطمت قذائفه طائراتنا وهي جاثمة في مطاراتها ...».

« ... استطاعت إسرائيل تحقيق مكتسبها الكبير بتحييد مصر الدولة العربية الكبرى عن شقيقاتها عندما أبرمت معها في صيف سنة 1977 اتفاقية كامب ديفيد التي لم يقتصر مفعولها على تحييد مصر، بل تجاوزه إلى تقسيم العالم العربي وبذر بذور الريبة بين دوله وتراشق قاداته باتهامات الخيانة...

وفي شتنبر 1980 اندلعت الحرب بين العراق وإيران فانصرفت عن المعركة ضد إسرائيل إلى صراع ذاتي بشع، دولتان مسلمتان قويتان كانتا قادرتين - لولا هذه الحرب - أن تسهما ماليا وعسكريا يما يرد إلى القضية العربية اعتبارها ويمسح عن وجهها ماء العار، ويقي على الأقل العالم الإسلامي التمزق المنذر بالشر.

وفركت إسرائيل يدها مبتهجة ولم يخف زعماؤها ارتياحهم، إذ أعلنوا في تصريح مشهور أن «لا مانع عند إسرائيل من أن يستمر تناحر الدولتين إلى النزيف الأخير مادام ذلك لا يمس بالكيان الإسرائيلي».