اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

القصة - نص نظري 3-1
مميزات القصة القصيرة واتجاهاتها (محمد عزام)

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- النص

II- تمهيد

III- فرضية النص

IV- إشكالات النص

V- قضية النص

VI- تحليل النص

1-6/ الإشكالية المطروحة

2-6/ مفاهيم النص

3-6/ قضايا النص

4-6/ الأطر المرجعية

5-6/ الإطار المنهجي للنص وطرائق العرض

VII-  تركيب وتقويم

 


I- النص

 

مميزات القصة القصيرة واتجاهاتها

 

II- تمهيد

 

يختلف الباحثون حول ما إذا كان فن القصة بشكل عام فنا عربيا أصيلا تمتد جذوره إلى أشكال سردية تراثية، أم فنا مستحدثا نشأ عند العرب بفضل احتكاكهم بالثقافة الغربية، والرأي الراجح أن القصة بألوانها المعروفة حديثا، حديثة النشأة في الأدب العربي الحديث، إذ لم تظهر إلا في بدايات القرن العشرين، وذلك في سياق شروط موضوعية وأخرى ذاتية؛ كالتحولات السوسيو-اقتصادية (غلبة الحواضر وتغير التركيبة الاجتماعية) والتحولات السياسية (الاستعمار والاستقلال وتصريف مشاكلهما باعتماد نمط جديد في الكتابة) والتحولات الثقافية (ظهور المدارس العصرية)، ثم عامل الاتصال بالثقافة الغربية عن طريق البعثات الطلابية والتعريب.

ومن خصائصها؛ وحدة الانطباع، والكثافة الشعرية، ودقة التصميم، ووحدة الزمان والمكان والشخوص غالبا. ومن روادها عبد الله النديم، يحي حقي، يوسف إدريس/ محمد القري، بن جلون، غلاب، مبارك ربيع.. الغيطاني، الطيب صالح، صنع الله إبراهيم ومحمد بوعلو ومحمد بيدي وأحمد زنيبر، التازي، وشغموم رفيقة الطبيعة... وإذا كان هذا الفن قد تبلور بالأساس من خلال تراكم مجموعة من الأعمال الإبداعية، فهذا لا يعني الدور الذي لعبته الكتابات النظرية في توجيهه، وقد تصدى له بالدراسة والتحليل والنقد مجموعة من النقاد والباحثين والدارسين أمثال: محمد برادة، نجيب العوفي، سعيد يقطين، يوسف نجم، أحمد اليبوري، أحمد المديني، عبد الرحمن تمارة، صلاح فضل، محمد شكري عياد، محمد عزام، فيصل دراج....

 

III- فرضية النص

 

يستفاد من العنوان السابق أن الكاتب يحاول أن يرصد أهم مميزات جنس أدبي سردي وهو القصة القصيرة الشكلية والمضمونية، وما استجد فيه من تيارات ومدارس، وإذا انطلقنا من الدلالة المباشرة للعنوان كما صيغت سلفا، وصاحب النص الذي عرف عنه اهتمامه بمجال السرد الحديث خاصة والأدب الحديث عامة، ومن مصدر النص المشير صراحة إلى الغاية من الدراسة وهو الإحاطة بمدارس القصة في المغرب. ومن بعض المشيرات الداخلية مثل: نشأة القصة/ حاجة اجتماعية، لحظة من عمر الزمن/ فن موجز وسريع/ مناهج القصة القصيرة واتجاهاتها.. نفترض أن النص مقالة أدبية تتمحور قضيته حول فن القصة القصيرة؛ ماهيته ومميزاته واتجاهاته.

 

IV- إشكالات النص

 

  • فما هي القضية الأساس للنص ؟
  • وما عناصرها ؟
  • وما مميزات واتجاهات هذا الجنس السردي الحديث ؟
  • وما المصطلحات والقضايا الفرعية التي استلهمها الكاتب ؟
  • وما المرجعيات التي استند عليها ؟
  • ثم ما الطريقة والأساليب الحجاجية المعتمدة ؟
  • وما مدى تمثيل النص لفن القصة ؟

 

V- قضية النص

 

لقد حاول الكاتب في هذا النص أن يقدم إطارا نظريا للقصة القصيرة في الأدب العربي الحديث، فخصها بالدراسة والتحليل مركزا على تاريخ نشأتها وتطورها، ومميزاتها وخصائصها، واتجاهاتها وأنواعها ومميزات كتابها. ويمكن رصد أهم الأكار التي تناولها الكاتب بخصوص مميزات القصة القصيرة في العناصر التالية :

النشأة والتطور

القصة القصيرة العربية نشأت منتصف القرن الماضي (ق20). وتحكمت في نشأتها عوامل فكرية واجتماعية وتاريخية. وكان تطورها في سياق تجاوز المرحلة الأولى والتوجه صوب خلق تواز بين جانبها الفني ومكونها الدلالي.

مميزات القصة القصيرة

للقصة القصيرة مميزات نوعية خاصة: وحدة الحدث (الاختزال). والتركيز على جانب ما في حياة الشخصية المحورية. ورصد التأثر التلقائي للقاص. والتقاط لحظة زمنية قصيرة، أما موضوعها فمستمد من الطبقة الدنيا، بالتقاط الواقع المؤلم والصادم. فضلا عن الكثافة اللغوية المحكومة برؤية مبدعها للإبداع والعالم. واعتماد أساليب تقنية خاصة؛ السرد والحوار.

أنواع القصة لقصيرة واتجاهاتها

أنواعها: وتتعدد إلى: القصة/ القصة القصيرة/ القصة القصيرة جدا. تحكمت فيها عوامل منها؛ تطور الحياة المعاصرة وتعقدها، وزمن القراءة، وحجمها وكمها الورقي، وامتداد أحداثها لمجالات مختلفة. أما اتجاهاتها فتتراوح بين التقليدية، النفسية، قصة الشخصية (الواقعية)، الرمزية، الأسطورية. وقد تحكمت في تصنيفاتها طبيعة الحدث، قانون التجاوز والتطور، خصائص المبدع والمرحلة التاريخية. ويتميز كتابها باعتماد الإيهام والتخييل. والتعبير عن المشترك والعام من منظور خاص. والتغيير من واقع كائن إلى واقع ممكن.

 

VI- تحليل النص

 

1-6/ الإشكالية المطروحة

يطرح الكاتب إشكالية تجنيس القصة القصيرة من حيث ماهيتها، وخصائصها، وتطورها، وعلاقتها بالمرجع الواقعي، الذي ارتبطت به ولادتها، وهذا ما يظهر بشكل جلي في كل فقرات النص.

 

 

2-6/ مفاهيم النص

وإذا انتقلنا إلى مستوى مفاهيم النص ومصطلحاته نجد النص يستمدها أساسها من مرجعيتين اثنتين؛ مصطلحات ذات مرجعية أدبية نقدية، وتمثلها الوحدات التالية: (خبر، حدث، شخصية، شعور خاطف، لحظة، الخاطرة، اللغة، السرد، الحوار....)؛ ومصطلحات ذات مرجعية اجتماعية، ومن عيناته: (الالتزام، أزمة الفرد، الطبقة الدنيا، الواقع الاجتماعي، مشكلات الواقع، تحرير الواقع، المتخلف....). ونلاحظ حضور المفاهيم النقدية الأدبية خصوصا ما تعلق منها بالقصة القصيرة، ولا غرو في ذلك ما دامت هي موضوع الحديث. وبموازاة ذلك تحضر المفاهيم الاجتماعية، بحكم العلاقة الشديدة بين القصة وبين المرجع الواقعي في شقه الاجتماعي، ذلك بأن نشأة القصة كانت حاجة اجتماعية، ثم إن لها دورا في تحرير الواقع من أخطائه وأمراضه.

 

 

3-6/ قضايا النص

وقد تفرعت عن هذه الإشكالية بعض القضايا النقدية، نذكر منها ما يلي: علاقة القصة بمقصدية مبدعها، ونستجليها من خلال حديث الناقد عن رغبة المبدع في تحرير الواقع من أخطائه وأمراضه. ثم قضية المصطلح النقدي في القصة القصيرة وتتجلى هذه القضية في النص من خلال اعتراف الكاتب صراحة بصعوبة نقد القصة القصيرة نظرا لحداثة سنها مقارنة بالشعر والرواية. ثم قضية تلقي القصة القصيرة، تحضر في النص من خلال إشارة الكاتب إلى مدة قراءة القصة القصيرة لتتلاءم مع ضيق وقت القارئ. وفي بيان الناقد لجمهور القصة القصيرة. وقضية الوظيفة الاجتماعية، ويتجلى من خلال حديث الناقد عن علاقة هذه الأخيرة بالمرجع الواقعي. قضية التطور الفني، وهي القضية التي عالجها الناقد، لما راح يبرز مناهج القصة القصيرة واتجاهاتها الأربعة. وهي تطورات تحكمت فيها مناحي التركيز على مكونات وعناصر القصة القصيرة.

 

 

4-6/ الأطر المرجعية

استند الكاتب في عرضه لإشكالية النص والقضايا المتفرعة عنها إلى عدة مرجعيات، منها؛ علم اجتماع الأدب، ويظهر ذلك من خلال إشارة الكاتب إلى الارتباط الموجود بين القصة القصيرة والمجتمع من حيث النشأة والوظيفة. ونظرية الأجناس الأدبية، وتتجلى في تصنيف القصة تبعا لبنيتها الداخلية، وتميزها عن غيرها من الأجناس الأخرى، ثم مرجعية تاريخ الأدب، ونلمس ذلك في حديث الكاتب عن نشأة القصة في الأدب العربي وتطورها. وعلم السرديات، وهو علم حديث النشأة تدور مباحثه حول العناصر والمميزات التي تجعل من نص ما نصا سرديا من خلال اهتمامه بالنصوص الممكنة، ونجد أثره في تحديد الناقد للمواصفات الجمالية للقصة القصيرة. ونظرية التلقي، وذلك من خلال الإشارة إلى العلاقة بين القصة القصيرة والقارئ.

 

 

5-6/ الإطار المنهجي للنص وطرائق العرض

وإذا انتقلنا إلى الطريقة المعتمدة نجد الكاتب قد سلك الطريقة الاستنباطية في معالجته لموضوعه، حيث انطلق من تحديد الظاهرة (نشأة القصة القصيرة)، ثم انتقل للحديث عن نشأتها وتطورها وخصائصها، وعلاقتها بالمرجع الواقعي، في بناء متلاحم ساهمت فيه وسائل لغوية، وإحالية خالقة للنص تماسكه وترابطه.

هذه الطريقة الاستنباطية عضدها الكاتب بمجموعة من الأساليب الحجاجية والتفسيرية بغية تحقيق التماسك المنطقي لأفكاره والإقناع بها، ولعل أبرزها حضورا أسلوب التعريف الذي يظهر من خلال تعريف الناقد بالقصة القصيرة (القصة فن درامي أداته اللغة، وأسلوبه الحوار والسرد...) والوصف من خلال جرده لمكونات القصة (إن القصة القصيرة... هي شعور خاطف...)، والسرد من خلال الإشارة إلى عوامل نشأة القصة القصيرة في الأدب العربي وتطورها (تؤكد الدراسات الناشطة منذ الخمسينات حول نشأة القصة في الأدب العربي الحديث...)، والمقارنة بين القصة والشعر والرواية على مستوى المصطلح النقدي والخصائص ، والإضراب في قوله: (بل أصبحت حدثا ينمو ويتطور من خلال رؤيا الكاتب)، وأسلوب الاستشهاد باعتماد أقوال الدارسين والنقاد الغربيين خاصة (إدغارآلان بو- ج.ولز)، ثم التشابه، ويظهر في إبراز الناقد للعناصر المشتركة بين القصة القصيرة والأشكال الأخرى.

 

VII-  تركيب وتقويم

 

النص مقالة أدبية نقدية تناولت بالدراسة والتحليل القصة القصيرة في الأدب العربي الحديث، مستجلية أهم مميزاتها وتاريخها واتجاهاتها، وهذا ما جعل الكاتب يوظف مصطلحات ومفاهيم ذات مرجعية أدبية نقدية واجتماعية في إطار إشكالية الأدب والواقع، ولغة تقريرية. كل ذلك تم في إطار منهجي دقيق ومنظم ومتدرج، وبنية أسلوبية خاصة ومنسجمة، وهو ما ساهم بشكل كبير في تساق النص وانسجامه.

تكمن قوة النص في إيصال مفهوم القصة وأهم مميزاتها وخصائصها واتجاهاتها.