اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

الدرس اللغوي 4-1 : الاتساق

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- تعريف الاتساق والاتساق الدلالي والتركيبي

1-1/ نصوص الانطلاق

2-1/ التحليل

II- الاتساق المعجمي (التكرار والتضام)

1-2/ نصوص الانطلاق

2-2/ التحليل

III- ملخص الدرس

IV- تمارين تطبيقية

1-4/ تمرين 1

2-4/ تمرين 2

 


I- تعريف الاتساق والاتساق الدلالي والتركيبي

 

1-1/ نصوص الانطلاق

“شاع في النقد الحديث البحث في الأصول الاجتماعية للعمل الأدبي أو تفسير الأدب بالنظر إلى أصوله الاجتماعية وتعليل نزعة الأدب بالنظر إلى موقعه الاجتماعي. وفي عملية التفسير هذه، يوجه أنصار هذا الاتجاه اهتمامهم نحو مضمون الأثر، لأنه أقدر على إبراز الدلالات الاجتماعية أو التاريخية أو النفسية فيه، ومن هنا كان بحثهم في مسألة تأثير البيئة والوسط الاجتماعي في مضمون الأثر الأدبي الذي لا يعدو أن يكون تعبيرا عن موقف اجتماعي محدد، واستجابة لموقف الطبقة التي يجد الأديب نفسه فيها، ولذا لا يمكن أن يعد الأدب حدثا فرديا، بل هو حدث اجتماعي يرتبط في شكله ومضمونه واتجاهاته الفنية بظروف المجتمع وتياراته المختلفة”.

 

 

2-1/ التحليل

جمل النص تخضع لعملية بناء منضمة ومترابطة تركيبيا ودلاليا، كل جملة تؤدي إلى الجملة اللاحقة وقد تحقق هذا التعالق بواسطة أدواة ووسائل لغوية، ويعرف هذا الترابط المنظم بين الجمل بالاتساق وهو الذي يضمن تماسك النص وتمييزه عن اللانص وقد ساهمت في عملية الاتساق مجموعة من الوسائل والأدوات النحوية والدلالية وهذا ما جعل الاتساق يكون تركيبيا ودلاليا.

فالاتساق التركيبي تم عبر عملية الوصل بين الجمل إما بالعطف (و – أو) أو بالموصولية (الذي – التي) أو التعليل (لأنه – لذا) أو الاستدراك (بل).

والاتساق الدلالي فقد تم عبر الإحالة ووظف فيها الكاتب الضمائر (الهاء – هوء هم) وهي تحيل على ما سبق أي إحالة قبلية، وأسماء الإشارة (هذا – هذه – هنا) وهذه الأسماء منها ما أحال على سابق (وفي عملية التفسير هذه) أي إحالة قبلية، ومنها ما أحال على لاحق (يوجه أنصار هذا الاتجاه) أي إحالة بعدية.

فالضمائر وأسماء الإشارة حققت اتساق النص بربط السابق باللاحق واللاحق بالسابق، كما أنها تحيل على عنصر موجود داخل النص (عملية التفسير هذه) وتسمى إحالة نصية أو مقالية، وقد تحيل على عنصر خارج النص (يوجه أنصار هذا الاتجاه) وتسمى إحالة مقامية.

 

II- الاتساق المعجمي (التكرار والتضام)

 

1-2/ نصوص الانطلاق

  1. شرعت في الصعود إلى القمة، الصعود سهل للغاية.
  2. شرعت في الصعود إلى القمة، التسلق سهل للغاية.
  3. شرعت في الصعود إلى القمة، العمل سهل للغاية.
  4. شرعت في الصعود إلى القمة، الشيء سهل للغاية.
  5. لماذا يتوجع هذا الولد الصغير في كل وقت وحين؟ البنات لا تتوجعن.

 

 

2-2/ التحليل

كل مثال من الأمثلة يتكون من جملتين تحقق بينهما الاتساق الذي وحد بينهما، إلا أن الاتساق بين كل جملتين لم يتحقق بالوصل أو الإحالة.

  1. فالمثال الأول نجد كلمة (الصعود) تكررت في الجملتين، فالتكرار اللفظي حقق الاتساق بين الجملتين.
  2. أما المثال الثاني فقد تكررت كلمة (الصعود) في الجملة الثانية من خلال مرادفها (التسلق) فحقق بذلك الترادف الاتساق.
  3. والمثال الثالث تكررت كلمة (الصعود) في الجملة الثانية عبر كلمة (عمل) وهي تدل على معنى عام وهو ما ضمن الاتساق بين الجملتين.
  4. وفي المثال الرابع نجد في الجملة الثانية كلمة (الشيء) تعود على كلمة (الصعود) الواردة في الجملة الأولى وهي أعم وأشمل من كلمة (عمل)، فتحقق بذلك الاتساق.
  5. وبملاحظة المثال الخامس نجد أن الاتساق بين الجملتين يعود إلى علاقة معجمية أيضا، ولكن ليس عبر التكرار، وإنما هنا عبر علاقة التضاد أو التعارض (الولد ≠ البنات)، وهناك علاقات أخرى يتحقق عبرها الاتساق كعلاقة الجزئية (إصبع/يد)، وعلاقة الكلية (بستان/زهرة)، وعلاقة الترتيب في العدد(واحد/اثنان)، وعلاقة الترتيب الإداري (الناظر/المدير)…. وهذا النوع من الاتساق المعجمي يسمى التضام.

 

III- ملخص الدرس

 

تعريف الاتساق

الاتساق لغة هو ما كان على طريقة نظام واحد، واصطلاحا صفة تطلق علي الخطاب متى ترابطت كلماته وجمله وفقراته، على مستوى الدلالة والتركيب والمعجم، بواسطة أدوات تسمى أدوات الاتساق.

يقصد إذن بالاتساق طريقة تماسك جمل النص تركيبيا، دلاليا ومعجميا بين وحداته سواء تعلق الأمر بالجمل أو الفقرات أو المفردات.

أنواع الاتساق

1- الاتساق التركيبي :

و يتم عن طريق الوصل ويكون بأدوات الربط المتمثلة في حروف العطف (الواو - م - أو -
الفاء...) أو الأسماء الموصولة أو حروف التفسير (أي - أنْ) -أعني- أقصد... أو الشرح (مثلا - نحو - كما...) وكل ما يساهم في تقوية الجمل تركيبيا.

2- الاتساق الدلالي :

يتم عن طريق الإحالة، وهي علاقة دلالية تستدعي تطابق الخصائص الدلالية بين العنصر المحيل والعنصر المحال عليه، وهي نوعان : إحالة مقامية تحيل على شيء موجود خارج نص، وإحالة نصية تحيل على ما هو داخل النص.

وتتفرع الإحالة النصية إلى نوعين : إحالة قبلية وإحالة بعدية، وتتحقق الإحالة بواسطة
الضمائر بأنواعها (ملكية ووجودية) وأسماء الإشارة وأسماء الموصولة، ويتم الاتساق الدلالي كذلك بواسطة الاستبدال الذي يعني تعويض عنصر بعنصر آخر مما يخلق اتساقا بين الكلمات والعبارات نحويا ومعجميا، وهو ثلاث أنواع : اسمي - فعلي - قولي.

ومن أشكال الاتساق كذلك الحذف ويتم عن طريق حذف مركب اسمي أو فعلي أو قولي.

3- الاتساق المعجمي :

مظهر من مظاهر الاتساق يتم عن طريق ترابط وحدات الجمل عن طريق علاقات معجمية قائمة بين مفردات النص وجمله.

أنواع الإحالة

 

IV- تمارين تطبيقية

 

1-4/ تمرين 1

استخرج أدوات ووسائل الربط التركيبي التي حققت اتساق فقرات وجمل النص الآتي لعبد الفتاح كيليطو من كتاب مسألة القراءة (ص 18) : "ما هو مسلم به اليوم هو أن القارىء يقرأ النص انطلاقا من اهتمامات تخصه أو تخص الجماعة التي ينتمي إليها القارىء دائما يهدف إلى غاية من غرض ماء سواء كان حسن النية أو سيء النية فإنه يسعى إلى إثبات غرض من الأغراض..."

 

 

2-4/ تمرين 2

1- حدد أشكال الإحالة و نوعها, وبين ما حلقته من اتساق في قول صلاح فضل : "... إلى هنا و نحن في مرحلة الفهم التي ترتبط عادة بالمرحلة التالية لها وهي : مرحلة الشرح وبالرغم من اختلاف مجالها نظريا عن المرحلة الأولى إلا أنها في الواقع تمتزج معها في عملية واحدة. فإذا كان الفهم يميز مرحلة الشرح. فإن الشرح يشمل إدراك هذه البنية في أخرى أكبر منها تكشف عن كيفية تولدها."

2- إبت بمثال لكل نوع من أنواع الحذف الثلاثة: الاسمي - الفعلي - القولي.

3- إيت بأمثلة لكل أشكال التكرار والتضام.

4- إيت بأمثلة لمظاهر الاتساق المعجمي مستعينا بالجدول الآتي :

الاتساق المعجمي
علاقة التكرار علاقة التضام