اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

الدرس اللغوي 3-2 :  النموذج العاملي

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- تعريف النموذج العاملي ومكوناته

1-1/ نصوص الانطلاق

2-1/ التحليل

II- نظام العلاقات بين العوامل

1-2/ نصوص الانطلاق

2-2/ التحليل

III- ملخص الدرس

IV- تمارين تطبيقية

1-4/ تمرين 1

2-4/ تمرين 2

 


I- تعريف النموذج العاملي ومكوناته

 

1-1/ نصوص الانطلاق

1)

  • أكل سعيد التفاحة.
  • صاح الديك.
  • رن الهاتف.
  • تمضي الأيام.

2) الصياد نصب شبكته، ونثر عليها الحب، مرت به حمامة يقال لها المطوقة ومعها حمام كثير؛ فعميت هي وصواحبها عن الشرك، فوقعن على الحبِّ يلتقطنه فعلقن في الشبكة كلهن فقلعن الشبكة جميعهن بتعاونهن، وعلون في الجو؛ فلما انتهت الحمامة المطوقة إلى الجرذ، أمرت الحمام أن يسقطن، فوقعن؛ فنادته المطوقة باسمه، ثم إن الجرذ أخذ في قرض الشبكة حتى فرغ منها، فانطلقت المطوقة وحمامها معها.

 

 

2-1/ التحليل

المثال الأول

الجمل في المثال الأول جمل فعلية، وقد جاء الفاعل سعيد إنسانا عاقلا في الجملة الأولى، والديك فاعل غير عاقل في الجملة الثانية، والهاتف فاعل جماد في الجملة الثالثة، والأيام معنى مجرد فاعل في المثال الرابع، فكل فاعل يعتبر عاملا صدرت عنه الأفعال التي تنسب إليه، فكل عامل قام بدور يتحدد من خلال الفعل المنسوب إليه.

المثال الثاني

في المثال الثاني نجد أيضا شخصيات عوامل لأنها تؤدي دورا أو مهمة في القصة: الصياد ينصب الشباك، والحمام يقع في الشباك ويحاول التخلص منها، والجرد يساعد الحمام على الخلاص، والشبكة عملت على حجز الحمام.

وبملاحظة كل عامل من هذه الشخصيات نجده يؤدي دورا داخل القصة: فالحمام يمثل العامل الذات لأنه يمثل بطل القصة، والجرد يعتبر عاملا مساعدا للحما م يضاف إلى عامل الحيلة، ويبقى الصياد والشبكة وحيلة الصياد عاملا معاكسا لعامل الذات الحمامة، أما العامل الموضوع فهو رغبة الحمام في الحرية، والعامل المرسل الذي دفع الحمام للقيام بهذا العمل فقد جاء أثرا معنويا يتمثل في الرغبة في الحياة، والعامل المرسل إليه الذي يتجه إليه العمل المنجز هو الانعتاق والتخلص من الشرك وهو أيضا أثر معنوي.

 

II- نظام العلاقات بين العوامل

 

1-2/ نصوص الانطلاق

زعموا أن أرضاً من أراضي الفيلة أجذبت، وقل ماؤها، فأصاب الفيلة عطش شديد، فأرسل الملك رسوله ورواده في طلب الماء. فرجع إليه بعض الرسل، فأخبره إني قد وجدت بمكان كذا عيناً يقال لها عين القمر. فتوجه ملك الفيلة إلى تلك العين ليشرب منها هو وفيلته، وكانت العين في أرض للأرانب، فوطئن الأرانب في أحجارهن، فأهلكن منهن كثيراً. فتقدمت أرنبٌ من الأرانب يقال لها فيروز، وكان الملك يعرفها بحسن الرأي والأدب، فقالت: إن رأى الملك أن يبعثني إلى الفيلة. ثم إن الأرنب انطلقت في ليلة قمراء، ونادت ملك الفيلة وقالت له: إن القمر أرسلني إليك، فأنذرك ألا تعود إلى مثل ذلك، وإنك إن فعلت أُغشِّ بصرك، وأتلف نفسك، وإن كنت في شكٍّ من رسالتي، فهلم إلى العين من ساعتك؛ فإني موافيك بها، فانطلق إلى العين مع فيروز الرسول. فلما نظر إليها، رأى ضوء القمر فيها، فأدخل الفيل خرطومه في الماء، فتحرك فخيل للفيل أن القمر ارتعد. فقال: ما شأن القمر ارتعد؟ أتراه غضب من إدخالي الخرطوم في الماء؟ قالت فيروز الأرنب: نعم. فسجد الفيل للقمر، وشرط ألا يعود إلى مثل ذلك هو ولا أحد من فيلته.

عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة ،تحقيق مصطفى لطفي المنفلوطي – دار الكتاب العربي بيروت لبنان 1984 ص 262 بتصرف

 

 

2-2/ التحليل

المثال عبارة عن قصة تبدأ بالوضعية الأولية وهي ما لحق الفيلة من جذب وعطش، ثم سيرورة الحدث وتتجلى في لجوء الفيلة إلى عين القمر وما خلفه ذلك من أذى للأرانب التي دبرت حيلة تخلصها من ضرر الفيلة ،وأخيرا الوضعية النهائية المتمثلة في عودة الاستقرار والأمان إلى الأرانب.

وفي القصة نجد شخصيات عوامل تؤدي دورا أو مهمة فيها، وبملاحظة كل عامل من هذه الشخصيات نجده يؤدي وظيفة داخل القصة: فالعامل المرسل هو ملك الأرانب الذي يدفع عامل الذات/البطل وهو الأرنب فيروز للقيام بمهمة التوسط لدى العامل المعاكس ملك الفيلة وبطشه الذي يحرم الأرانب من العامل المرسل إليه وهو تحقيق الأمن والاستقرار والحماية، وكان العامل المساعد الذي يؤازر الذات في مهمتها هو الذكاء والحيلة لإبعاد الفيلة عن عين القمر ورد الخطر وهو العامل الموضوع.

وبتمعن في هذه العوامل نجد أن هناك علاقات تجمع بينها كعلاقة التواصل التي تجمع بين المرسل والمرسل إليه بحكم أن ملك الأرانب (المرسل) يعتبر مسؤولا عن (المرسل إليه) الأمن والحماية،تقابلها علاقة صراع بين الحيلة (العامل المساعد) والبطش الذي يقوم به الفيلة (العامل المعاكس)، وعلاقة رغبة بين الأرنب فيروز (عامل الذات) وإبعاد الفيلة عن عين القمر (العامل الموضوع).

 

III- ملخص الدرس

 

يقصد بالنموذج العاملي مختلف العوامل المشاركة في أحداث القصة وهي ما تسمى بالقوى الفاعلة التي قد تكون آدمية أو غير آدمية كائنا عاقلا أو غير عاقل فردا أو جماعة مجسما أو غير مجسم، وتلعب هذه العوامل أدوارا مختلفة داخل القصة يمكن حصرها فيما يلي :

  • عامل الذات وهو القوة الفاعلة التي تتوجه صوب موضوع ما إما رغبة في تحقيقه (الاتصال معه) أو رغبة في عدم تحقيقه (الانفصال عنه).
  • عامل الموضوع هو القوة الفاعلة المبحوث عنها المرغوب في تحقيقها.
  • عامل المرسل هو القوة الفاعلة التي تكون لها القدرة على دفع الذات صوب تحقيق الموضوع. عامل المرسل إليه هو القوة الفاعلة المستفيدة من هذه العملية.
  • العامل المساعد هو القوة التي تساعد الذات على تحقيق موضوعها.
  • العامل المعارض هو القوة التي تعارض الذات وتعرقل تحقيق رغبتها.

أما العلاقة بين هذه العوامل فتنقسم إلى : علاقة إرسال بين المرسل والمرسل إليه، علاقة اتصال أو انفصال بين الذات والموضوع وعلاقة صراع بين المساعد والمعارض، وممكن للقوة الفاعلة الواحدة أن تؤدي أكثر من دور.

وتقوم بنية المسرحية بخلاف القصة على ثلاث مراحل : بنية تباين الرغبات أومرحلة العرض، بنية الصراع أو العقدة، مرحلة تفسخ البنية أو الحل.

إضافة

يحدد محور الرغبة العلاقة بين الذات والموضوع، وكل طرف في هذه العلاقة يستدعي الآخر ويطلبه؛ مما يشكل قولا سرديا...

ويربط محور الإبلاغ أو الاتصال بين المرسل والمرسل إليه على أساس الرهان الذي يتوسط كل إبلاغ بدءا بإلقاء المرسل الموضوع للتداول حتى تتبناه الذات الفاعلة وتقتنع به لانطلاق رحلتها في البحث... ومن تم تحويل الحالة من الانفصال إلى الاتصال أو العكس.

أما محور الصراع أو المقدرة فيحدد علاقة المساعد بالمعارض، فالأول يساعد الذات الفاعلة على الاتصال بموضوع رغبتها عبر منحها القدرة من خلال شخصية، أوعبر وسائل مادية أو قوة معنوية... في حين الثاني (المعارض) يعيق امتلاك ذات الحالة لموضوع القيمة. أو يقف حاجزا دونها في بحثها عن تحقيقه.

 

IV- تمارين تطبيقية

 

1-4/ تمرين 1

  1. حدد القوى الفاعلة الواردة في النص
  2. أبرز وظائف هذه القوى داخل المسرحية
  3. استخلص مراحل بناء المسرحية

 

 

2-4 تمرين 2

اجرد العوامل من المقطع المسرحي الآتي، وحدد أدوارها وعلاقاتها المختلفة. وضع كل ذلك في خطاطة عاملية :