اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية
الدرس اللغوي 3-1 : الخطاطة السردية
الأستاذ: حسن شدادي
الفهرس
I- تعريف الخطاطة السردية ومكوناتها
1-1/ نصوص الانطلاق
2-1/ التحليل
II- طرائق انتظام متواليات الخطاطة السردية ووظائف الخطاطة السردية
1-2/ نصوص الانطلاق
2-2/ التحليل
III- ملخص الدرس
IV- تمارين تطبيقية
1-4/ تمرين 1
2-4/ تمرين 2
I- تعريف الخطاطة السردية ومكوناتها
1-1/ نصوص الانطلاق
1) قالت شجيرة الورد: “كنت في قديم الزمان كما قلت لك شجيرة ورد أبيض، وكان يقال عن وردي أنه يشبه الثلج وغيوم الصيف. وفي يوم من الأيام جاء رجل وقعد قريباً مني، وبكى بحرارة، فسألته عن السبب، فقال لي أن ثلاثة أيام مرت عليه دون أن يأكل أي طعام، فآلمني كلامه، وقررت مساعدته، وقلت له: وردي أجمل من الخبز، فاقطف وردة من وردي واجعلها طعامك، ولا بد من أنها ستسكت جوعك بعض الوقت. فقال الرجل لي: أنت بالتأكيد شجيرة حمقاء، فهل الوردة الجميلة تشبع معدة جائع؟ وابتعد عني غاضباً، فخجلت خجلاً عظيماً إلى حد أن لوني الأبيض اختفى، وصرت منذ تلك اللحظة شجيرة تنبت ورداً أحمر اللون”.
2) “كان زيد ثريا، وأصبح فقيرا، ثم صار مرة أخرى ثريا”.
I- تعريف الخطاطة السردية ومكوناتها
2-1/ التحليل
المثال الأول
بعد قراءة وتدبر المثال الأول نجده يتكون من ثلاث مقاطع:
- المقطع الأول: ويمثل بداية القصة بتحديد زمن الحدث (في قديم الزمان) وهوية الشخصيات (شجيرة ورد أبيض).
- المقطع الثاني: ويبدأ بالحدث (جاء رجل وقعد قريباً مني، وبكى بحرارة) وتطور الحدث (فسألته – فقال لي – وقلت له) وتأزم الحدث (فقال الرجل لي: أنت بالتأكيد شجيرة حمقاء – وابتعد عني غاضباً) والنتيجة (فخجلت خجلاً عظيماً إلى حد أن لوني الأبيض اختفى).
- المقطع الثالث: نهاية القصة (وصرت منذ تلك اللحظة شجيرة تنبت ورداً أحمر اللون).
من خلال المقاطع المشكلة للقصة نجد أنها تخضع لتراتبية زمنية متسلسلة: البداية – الوسط – النهاية.
المثال الثاني
هذا المثال جاء مختصرا ومركزا بدون تفاصيل أو جزئيات ومع ذلك نجد البداية (كان زيد ثريا) والوسط (وأصبح فقيرا) والنهاية (ثم صار مرة أخرى ثريا).
من هنا يتبين أن طول النص أو قصره لا يغير من بنية الخطاطة السردية في الحكاية أو القصة في حالتي التوسيع والتلخيص.
II- طرائق انتظام متواليات الخطاطة السردية ووظائف الخطاطة السردية
1-2/ نصوص الانطلاق
1) حمل الرجل ذو الوجه المجدور الحقيبة الحمراء، وانحدر مع شارع “سميحة”، انعطف إلى اليمين وسار بضع خطوات ثم وقف، مزق الحقيبة الجلدية بسكينه فوجد بداخلها ورقة بيضاء… ورقة بيضاء فقط وحيدة، ولا شيء آخر في الحقيبة الحمراء، بصق…. ورمى الورقة في سطل الزبل المجاور ثم طوى الحقيبة الجلدية بعناية ودسها تحت معطفه وتابع طريقه… “.
مقطع من قصة “اللوح المحفوظ” لأحمد بوزفور من مجموعته القصصية “النظر في الوجه العزيز” – منشورات الرابطة الدار البيضاء 1995 ص 112.
2) “كان زيد ثريا ثم بدر أموالا كثيرة، ومنذ ذلك الحين صار فقيرا”.
II- طرائق انتظام متواليات الخطاطة السردية ووظائف الخطاطة السردية
2-2/ التحليل
المثال الأول
بعد قراءة وتدبر المثال الأول نجده يتكون من متواليات سردية جاءت كالتالي:
- الوضعية الأولية: (حمل الرجل الحقيبة وسار في الشارع).
- سيرورة التحول: وتبدأ بالحدث (توقف ومزق الحقيبة ليجد بها ورقة بيضاء) وتطور الحدث (بصق ورمى الورقة) والنتيجة (طوى الحقيبة).
- الوضعية النهائية (وضع الحقيبة تحت معطفه وتابع السير).
من خلال المتواليات السردية المشكلة للقصة نجد أنها تخضع لتراتبية زمنية متوالية: حمل، انحدر، انعطف، وقف، مزق، وجد، بصق، رمى، طوى، دس، تابع.
المثال الثاني
هذا المثال جاء مختصرا ومركزا بدون تفاصيل أو جزئيات ومع ذلك فهو يخضع للمتواليات سردية التالية:
- الوضعية الأولية: كان زيد ثريا.
- سيرورة التحول: بدر أموالا كثيرة.
- الوضعية النهائية: ومنذ ذلك الحين صار فقيرا.
من هنا يتبين من خلال المتواليات السردية المشكلة للقصة أنها تخضع لتراتبية زمنية متوالية تحكمها علاقة منطقية فالتبذير كان سببا في الفقر.
نستخلص من الخطاطة فائدة تحليلية تمكننا من تقسيم النص إلى متواليات سردية، نصنفها زمنيا ومنطقيا، كما تحقق الخطاطة وظيفة تركيبية تمكننا من اختزال مضمون النص وتكثيفه.
III- ملخص الدرس
الخطاطة السردية هي مجموع المعطيات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها كالشخصيات، الأحداث، المكان والزمان... وتجتمع هذه العناصر كافة لتشكل بنية القصة التي تتحدد من خلال المراحل والوضعيات الآنية :
وضعية البداية أو وضعية الاستهلال
والمقصود بها بداية القصة وقد تكون هذه البداية إما بداية دينامية حيث تقودنا مباشرة إلى قلب القصة دون مقدمات أو شرح لتفاصيل الحدث. أوبداية ثابتة وفيها يصف السارد الفضاء والديكور والشخصيات قبل الولوج إلى الحدث. أوبداية تقدمية حيث يتدرج السارد في عرض الحدث بحيث يعرض بعض الأخبار المفاتيح عن الشخصية الرئيسة قبل عرض الحدث، أو بداية معطلة حيث يتم تعطيل الحدث بفعل انحراف يقود القارئ بشكل غير مباشر صوب قلب القصة.
العنصر المخل
والمقصود به وقوع حدث مفاجئ يخل بوضعية البداية.
وضعية الوسط
هي مجموعة من الأحداث التي تشكل عقدة القصة وتسمح بالانتقال من وضعية البداية إلى وضعية النهاية.
عنصر الانفراج
عبارة عن حدث يقع بشكل مفاجئ فيغير أحداث العقدة ليقود القارئ إلى النهاية.
وضعية النهاية
هي خاتمة القصة وقد تكون هذه الخاتمة إما خاتمة سعيدة تعيد التوازن أو تحققه من جديد للشخصية الرئيسة. أو نهاية درامية حيث يقع حدث مفاجئ يقلب الأمر رأسا على عقب" هذا الحدث قد يحاصر مصير البطل (الموت، الزواج. الرحيل استعادة علاقة...)، أو نهاية عقلية فلسفية حيث تنتهي القصة بتأمل أو كلمة تترجم في النهاية وعي البطل أو نهاية رسمية بحيث نجد الكاتب ينهي القصة بنقط الحذف أو استفهام يشكك في الخاتمة ...
إضافة
لا تتحدد الخطاطة السردية إلا عن طريق متابعة الذات في سعيها إلى تحصيل الموضوع وامتلاكه في السرد من خلال مظهرين اثنين هما : حالة الاتصال. وحالة الانفصال.
كما ينتظم مجموع هذه الحالات والتحولات (انفصالا واتصالا). في القصة ضمن برنامج محدد هو البرنامج السردي.
IV- تمارين تطبيقية
1-4/ تمرين 1
اقرأ القصة قراءة فاحصة، واكشف عن مراحل خطاطتها السردية :
IV- تمارين تطبيقية
2-4 تمرين 2
اقرأ القصة قراءة فاحصة، واكشف عن مراحل خطاطتها السردية :