اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

المنهج البنيوي - نص نظري 4-2
المنهج البنيوي (صلاح فضل)

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- النص

II- تمهيد

III- دلالة العنوان

IV- فرضية النص

V- إشكالية النص

VI- قضية النص

VII- تحليل النص

1-7/ الإشكالية المطروحة

2-7/ مصطلحات النص ومفاهيمه

3-7/ قضايا النص

4-7/ الإطار المرجعي

5-7/ أساليب العرض

6-7/ مظاهر الاتساق والانسجام في النص

IIX-  تركيب وتقويم

 


I- النص

 

المنهج البنيوي

 

II- تمهيد

 

كان ظهور البنيوية في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين في مجال الدراسات اللغوية مع فرديناند دوسوسير (1913) وخاصة بعد نشر كتابه "محاضرات في علم اللغة العام" سنة 1916. والبنيوية طريقة وصفية في قراءة وتحليل النص الأدبي تستند إلى قانون (التحديد- العزل- التحليل- التركيب) البنية. وتتسم بأنها لا تهتم بالمضمون المباشر بل بالشكل وعناصره وبناه التي تشكل نسقيته في اختلافاته وتآلفاته. وتعتبر النص الأدبي قبل كل شيء نصا ماديا منغلقا على نفسه وهو الموضوع الجوهري للنقد. وذو نظام داخلي يجعل منه وحدة محددة، ونظامه لا يكمن في ترتيب عناصره، بل في شبكة دقيقة من العلاقات تنشأ بين الكلمات.

وجد هذا المنهج طريقه للوطن العربي عن طريق الترجمة والمثاقفة: فؤاد أبو منصور، موريس أبو ناظر، زكريا إبراهيم، عبد المالك مرتاض، كمال أبو ديب، يمنى العيد، محمد مفتاح، صلاح فضل وهو ناقد وأديب مصري، ارتبط مساره الدراسي والمهني بالأدب والنقد، من إنتاجه في مجال البنيوية: البنائية في النقد الأدبي، مناهج النقد المعاصر ومنه اقتطف النص موضوع التحليل.

 

III- دلالة العنوان

 

إذا تأملنا عنوان النص نجد أنه ورد تركيبيا جملة اسمية مكونة من مبتدأ (المنهج) ونعت (البنيوي) فيما الخبر محذوف تقديره موضوع النص.

ودلاليا يقصد بالمنهج الطريق والمسلك الواضح، واصطلاحا مجموعة من الإجراءات والخطوات التي توصل الناقد إلى نتيجة معينة، والبنيوي نسبة للبنية وهي من أصل بنى يبني بناء وبنية، والمقصود بها مجموعة من العناصر المتماسكة التي تدخل في علاقات تفاعلية بحيث ترتبط قيمة كل عنصر بموقعه داخل البنية وعلاقته بباقي العناصر. أما المنهج البنيوي فهو ذلك المنهج الذي يركز على العناصر الداخلية المشكلة للنص دون النظر إلى ما هو خارجي.

 

IV- فرضية النص

 

إذا أضفنا إلى العنوان بعض المشيرات الأخرى، كمصدر النص الذي يشير صراحة إلى مناهج النقد المعاصر، وإذا أضفنا لذلك أن الكاتب له مؤلف خاص في البنيوية، وبعض المشيرات الداخلية، مثل: الدراسات اللغوية، ميتالغوي، البنية.. نفترض أن النص مقالة نقدية تعرف بالمنهج البنيوي، بداياته وتصوره في دراسة الظاهرة الأدبية.

 

V- إشكالية النص

 

  • ما هي القضية النقدية التي يطرحها النص ؟
  • وما هي العناصر المكونة لها ؟
  • وما هي خصائص المنهج البنيوي من خلال النص ؟
  • وإلى أي حد استطاع الكاتب أن يقدم تصورا نظريا واضحا حول هذا المنهج ؟

 

VI- قضية النص

 

يتمحور هذا النص على امتداد سطوره وتلاحق فقراته حول المنهج البنيوي والنظرية البنيوية، راصدا معالم بداياته الأولى وإرهاصاته، وتوجهه المعرفي النقدي القاضي بتحويل النقد إلى علم يدرس قوانين النص الأدبي ورموزه. كما يركز النص على مصادر مصطلحات النظرية البنيوية وجهازها المفاهيمي وهدفها المنهجي وأهم امتداداتها مفاهيميا وجغرافيا. وتتفرع هذه القيمة النقدية إلى العناصر التالية:

  • إرهاصات المنهج البنيوي مقترنة بالدراسات اللغوية، أما النشأة التاريخية فكانت في مطلع القرن العشرين.
  • التوجه النقدي للمنهج البنيوي المتسم بالعلمية في قراءاته النقدية، حيث التوجه صوب دراسة العناصر اللغوية (قوانين ورموز) المتماسكة. واستخلاص وظائفها التعبيرية والجمالية (جعل المنهج البنيوي نظرية في الإبداع الأدبي من زوايا لغوية وفنية وجمالية).
  • مصادر المصطلحات والمفاهيم البنيوية ذات مصدر لغوي وفلسفي أساسا.
  • الجهاز المفاهيمي للغة وفي مقدمته البنية التي تتمفصل إلى بنيتين؛ جزئية وكلية.
  • كيفية تحقيق هدف البنيوية (طريقة التحليل) تتم عبر مستويات منهجية: الفهم، والدراسة (العلائق- الترابط- العناصر المهيمنة) والارتباط بواقع النص الأدبي في ذاته (حكم الواقع).
  • الامتدادات البنيوية، وتصنف إلى مفاهيمية وجغرافية، فالأولى تتصل بالمجالات المعرفية التي امتدت إليها مفاهيم البنيوية فأغنتها كنظرية ووسعت مفاهيمها، وترتبط الثانية بالمجال الجغرافي الذي انفتحت عليه؛ أي المجال العربي مما ساهم في تطر (تجديد) النقد العربي.

 

VII- تحليل النص

 

1-7/ الإشكالية المطروحة

يتمحور الإشكال المطروح في النص إذن؛ حول التصور الجديد للنقد في قراءته للأثر الأدبي، ويمكن رصد أهم أهداف المقاربة البنيوية في اعتبار النص بنية مغلقة مع إقصاء وتغييب الخارج النصي، وفهم المستويات المتعددة للعمل.

 

 

2-7/ مصطلحات النص ومفاهيمه

وظف الناقد مجموعة من المفاهيم والمصطلحات ذات مرجعيات متنوعة، ويمكن تصنيفها إلى: حقل المفاهيم التفسيرية السياقية، ومن مشمولاته: (الحياة- التيار الاجتماعي- الماركسية- الإيديولوجي- التيار النفسي..)، وحقل مفاهيم النقدي الوصفي (البنيوية)، ومن عيناته: (المنهج البنيوي- دراسات لغوية- المصطلحات البنيوية- ميتالغوي- الوظائف الجمالية والفنية- البنية الدلالية للقصيدة- ظواهر الإبداع الأدبي...)

يظهر من خلال المعجم تعارض وتضارب وتضاد بين حقلي الدراسة الخارجية المؤمنة بالانعكاس والمرآوية، والدراسة الداخلية للنص التي تنحصر فيه ولا تتجاوزه، بل وتعتبر العمل الأدبي لا يعكس إلا ذاته. ونلاحظ هيمنة حقل النقد الوصفي، وذلك تماشيا مع رغبة الكاتب في تناول وتقديم المنهج البنيوي.

 

 

3-7/ قضايا النص

وفضلا عن الحضور الوازن للجهاز المصطلحي في النص، نجد بعض القضايا المبثوثة في ثنايا النص، والتي واكبت تطور المناهج النقدية الحديثة، لعل أبرزها؛ قضية البنية: والتي منحها البنيويون أهمية كبرى باعتبارها طريقة وصفية في تحليل النص الأدبي الذي يعتمد على عمليتين أساسيتين، هما: التحليل والتركيب. وتحليل البنى الداخلية بحثا عن الدلالة الكلية والرمزية.

قضية عزل الأدب: تعامل المنهج البنيوي مع الظاهرة الأدبية داخليا دون النظر إلى ما هو خارج. وتمثل الخطوة الثانية بعد تحديد البنية في سلم الإجراءات التطبيقية لهذا المنهج. وقضية موت المؤلف: وهي مقولة أطلقها رولان بارث ويقصد بها عزل النص عن ظروف إنتاجه الاجتماعية والنفسية، بمعنى التعامل مع النص في حد ذاته دون إيلاء الأهمية للمؤلف. " أطلق البنيويون شعار موت المؤلف". وقضية علمية الأدب: أي جعله علميا وذلك بتخليصه من الإيديولوجيا التي تعمي الناقد، ومنها رفض البنيويون كل نقد لا تقوم نتائجه على النص بما هو شيء مادي قابل للدراسة.

 

 

4-7/ الإطار المرجعي

إن البنيوية في تأسيسها لجهازها المفاهيمي لم تقم من فراغ، وإنما اعتمدت أطرا مرجعية متعددة يمكن تحديدها كالآتي:

المرجعية اللسانية

تتجلى في جهود سوسير الذي دعا إلى دراسة اللغة في ذاتها ولذاتها بعيدا عن فقه اللغة الذي يستعين بمعطيات خارجية اجتماعية وسياسية وثقافية.. وفرت مجموعة من المفاهيم: الدال والمدلول والنظام والميز بين اللغة والكلام واللسان.

المرجعية الشكلانية

استفادت البنيوية من إرثها. وقد قاموا بتخليص الأدب الروسي من الإيديولوجية الماركسية المركزة على المضمون واعتبروا النص كلا مركبا من أجزاء صغرى وحددوا وظيفة النقد/ علم الأدب الذي موضوعه الأدبية حسب ياكبسون.

الفلسفة الظاهراتية

التي ظهرت مع الفلاسفة الألمان (هوسرل، وهايدغر..) وتتجه إلى تحكيم المنطق العلمي في دراسة الأشياء.

 

 

5-7/ أساليب العرض

سلك الناقد في نصه مسارا منهجيا يقوم على أساليب تنظيمية حجاجية من قبل، الاستنباط؛ في الكشف عن الإرهاصات الاولى للمنهج البنيوي لينتهي إلى أن البنيوية ليست مجرد منهج فقط وإنما اتجاه عام للفكر.

كما اعتمد الكاتب مجموعة من أساليب البرهنة والاستدلال في عرضه لقضايا هذا النص. لعل أبرزها التعريف: تعريف المنهج البنيوي، والفلسفة الظاهراتية، ومصطلح البنية، وموت المؤلف. والشرح والتفسير في قوله مثلا: معنى هذا أن نظرية الأدب.. ليس لغويا ولكنه ميتالغوي. بمعنى أن المبدع شاعرا قصاصا.. (حين نجد عبارات: يعني، يقصد، أي، بمعنى، فإننا نكون أمام الشرح والتفسير). وأيضا المقارنة أثناء مقارنة الكاتب بين المنهج الاجتماعي الذي يقارب النص من الخارج، والمنهج البنيوي الذي يقاربه من الداخل. مقارنته بين المبدع والناقد. ومقارنته بين داخل النص وخارجه. هذا فضلا عن أساليب لغوية ذات طابع حجاجي من قبيل النفي والتوكيد والإضراب والتعليل..

 

 

6-7/ مظاهر الاتساق والانسجام في النص

حتى يحقق الكاتب الاتساق والانسجام والترابط بين جمل وفقرات النص وظف مجموعة من الروابط منها: حروف العطف (المدارس والاتجاهات المتعددة والمتباينة- النقد والأدب)؛ أسماء الإشارة (هذا الحقل كان يمثل طليعة الفكر البنيوي)؛ الأسماء الموصولة (الفلسفة العامة التي تأسست- نوع من العلم الإنساني الذي يأخذ بأكبر قدر من روح المنهج العلمي). ومن مظاهر الاتساق كذلك خلو المقالة من التناقض.

 

IIX-  تركيب وتقويم

 

عمد الناقد في هذه المقالة التنظيرية إلى إحاطة المتلقي بالمنهج البنيوي وخصائصه ومميزاته ومرتكزاته وأطره المرجعية، فهو يقوم على فكرة موت المؤلف، إذ يدرس النص من الداخل ملغيا كل ما هو خارجي.

وحتى يتأتى له ذلك، وظف منهجا استنباطيا تحدث فيه بصفة عامة، لينتقل بعد ذلك إلى التخصيص والتجزئ معتمدا مجموعة من أساليب البرهنة والاستدلال، فضلا عن وسائل الربط المختلفة حتى يتحقق له الاتساق والانسجام بين جمل وفقرات النص.