اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية
الدرس اللغوي 2-4 : الأسطورة
الأستاذ: حسن شدادي
الفهرس
I- نصوص الانطلاق
II- التحليل
III- ملخص الدرس
IV- تمارين تطبيقية
1-4 تمرين 1
2-4 تمرين 2
I- نصوص الانطلاق
1) يقول السياب في قصيدته ”سربروس في بابل“:
1 ـ ليعو سربروس في الدروبْ
2 ـ وينبش التراب عن إلهنا الدفين
3 ـ تموزنا الطعين
4 ـ يأكله: يمص عينيه إلى القرار
5 ـ عُشتار ربة الشمال والجنوبْ
6 ـ تسير في السهول والوهاد
7 ـ تسير في الدروب
8 ـ تلقُطُ منها لحم تموز إذا انتشرْ
2) يقول أدونيس:
1 ـ لم يزل شهريار
2 ـ حاملا سيفه للحصاد
3 ـ حاضنا جرة الرياح وقارورة الرمادْ
4 ـ نَسيتْ شهرزادْ
5 ـ أن تُضيء الدروب الخفيهْ
6 ـ في مدار العروقْ
7 ـ نسيت أن تُضيء الشقوقْ
8 ـ بين وجه الضحيهْ
9 – وخُطى شهريارْ
II- التحليل
دور الأسطورة في بناء المعنى
مقطع السياب:
يصور السياب في هذه القصيدة حالة الجفاف والبؤس والظلم والشقاء التي تعيشها بابل / بغداد آملا انبعاث جديد يعيد الحياة إلى الأرض والكائنات. ولم يقدم الشاعر تجربته بأسلوب مباشر، وإنما عن طريق أسطورة قديمة سعى من خلالها إلى إدماج التجربة الذاتية والاجتماعية في تجربة إنسانية، تتخطى حدود الزمان والمكان؛ فاستخدم السياب أسطورة سربروس، وهو كلب بثلاثة رؤوس مفتوحة الأفواه باستمرار وينفث السم من أحشائه، وله ذيل تنين، وتكسو ظهره وشعر رأسه ثعابين مرعبة، يحرس مملكة الموت أو العالم السفلي. ويواجه في النص تموز، ابن المياه العميقة، رمز الخصب، يموت كل عام، وينتقل إلى العالم السفلي المظلم، فترحل خليلته عشتار (فينوس / إلهة الحب والخصب) للبحث عنه، وتموت عاطفة الحب أثناء غيابها، وتصبح الحياة مهددة بالفناء، فيبعث ” أيا ” (الإله الأسطوري) رسولا لإنقاذها، فتسمح ” الآتو ” (إلهة الجحيم) لعشتروت أن تغتسل بماء الحياة، وتعود إلى الأرض مع حبيبها تموز حتى تُبعث الطبيعة بعودتهما. وتأتي إلهة الحب والخصب (عشتار) لتجمع أشلاء تموز. غير أن شراسة ” سربروس تنال منها، فتنزف دما يخصب الأرض، ومن رحم موتها تنبثق حياة الإله الأسطوري ” تموز”. وهكذا يجد الشاعر أن عالمه يحتاج إلى تغيير، وهذا التغيير لا يتحقق إلا بدماء ” عُشتار “. فهذه الأسطورة إذن، تنبني على الصراع بين الموت (سربروس) والحياة (تموز)، اتخذها الشاعر أداة فنية معاصرة لتحليل مجتمعه، وتقديم رؤيا فنية إزاء قضاياه ومشكلاته.
مقطع أدونيس:
وظف أدونيس أسطورة شهريار بعد أن تصرف في مضامينها واحتفظ بشخوصها، فشهريار ما زال مستمرا في القتل بدعوى أن شهرزاد لم تعدل سلوكه كما تنص على ذلك الأسطورة الأصلية، والتي منحها الشاعر بعدا واقعيا وإنسانيا وحضاريا من خلال تحيينها وربطها بالحياة المعاصرة. وبذلك فتح القصيدة على الإيحاء بوضع المرأة المزري في عالمنا، أو بحاجة الإنسان عموما إلى المعرفة العميقة بالأشياء، وهي المهمة الموكلة إلى شهرزاد.
الانزياح عن الأسطورة (الأصلية)
مقطع السياب:
لقد صور السياب حالة الجفاف والظلم والشقاء في العراق، ولم يحصر المشكلة في المجال الطبيعي، بل أدخلها في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فتداخل في القصيدة المحلي بالكوني، الذاتي بالجماعي، وأصبحت بؤرة أبعاد وشبكة علاقات وحقل أسئلة تستثير خيال القارئ بقوة الإيحاء واحتمالات التأويل. وفي هذا السياق مزج بين مجموعة من الأساطير، وجعل “سربروس” ينبش التراب عن تموز لا عن”برسفون”، كما في أصل الأسطورة. كما أنه وظف أسطورة “إيزيس وأوزيريس” بذكر صفاتهما ضمنيا بدل اسميهما. أما عشتار (إلهة الحصاد) فلم تسر في السهول والوهاد والدروب، وإنما التي سارت هي “إيزيس” بحثا عن “أوزيريس”، وليس عن تموز. والذي كان يدور خلفها ليبعثر ما جمعته من لحم ” أوزيريس ” هو أخوها ملك مصر، وليس “سربروس”. كما أن التي تمتعت بصفة ” ربة الشمال والجنوب ّ هي “إيزيريس”.
مقطع أدونيس:
لقد قام الشاعر أولا باستيعاب مغزى الأسطورة الأصلية، ثم عمد، ثانيا إلى تغيير الأدوار والأفعال والأحداث، بل والتوليف بين عدة أساطير، ليعرض الموقف المعاصر، فيصهره في معادله الأسطوري، وخلق بذلك أسطورة جديدة تتمحور حول تيمة الانبعاث والتجدد. وحين حول الأسطورة وعدلها وفق رؤيته استطاع أن يُغني معارفه وتجاربه ويكشف عن هموم الإنسان المعاصر، وفتح آفاق تخييلية لإدراك الواقع. وبذلك تلعب الأسطورة دورها في تحسيسنا برؤيا الشاعر المتمثلة في جعل الموت انتصارا للحياة.
III- ملخص الدرس
التعريف
الأسطورة في الشعر شكل من أشكال التعبير الرمزي التي ينبع من خيال خصب يتجاوز الواقع ويتخطى حدود الزمان والمكان ويمزج بين الأحلام والأوهام وبين المحسوس والمسموع وبين الذات وتجاربها الموروثة والمعاشة.
مصادر الأسطورة في الشعر العربي المعاصر
1ء الأساطير : هي المصدر الأصلي للشاعر المعاصر ويستقيها من اليونان والفنيق وآشور وبابل وغيرها.
2ء الحكايات الشعبية : اعتمد الشاعر المعاصر الحكايات الشعبية القديمة كحكايات الملكة تدمر وحكايات كليلة ودمنة وألف ليلة لاستلهام التراث القديم.
3ء التاريخ والكتب المقدسة : يتجاوز الشاعر المعاصر الإطار الواقعي للأحداث والحقائق التاريخية إلى عالم من الخيال للوصول إلى غايات إنسانية دفينة، فهو يتوسل بالتاريخ للتعبير عن رؤية فنية معاصرة مثل قصة المسيح وقصة ابن نوح...
قد يستحضر الشاعر أكثر من أسطورة في القصيدة الواحدة، وهذا راجع لطبيعة التجربة الفنية للشاعر، فيعتمد الشاعر إلى التوليف بينها على أساس أن تكون إحداها أسطورة أمّ، أما الأساطير الأخرى فتتفرع عنها وتكملها عن طريق توسيع وتكثيف دلالتها.
IV- تمارين تطبيقية
1-4 تمرين 1
استخرج الأساطير التي وظفها السياب في هذا المقطع من قصيدة "رحل النهار"، وعرف بها، وبين كيف تآلفت فيما بينها لتعبر عن تجربة الشاعر :
IV- تمارين تطبيقية
2-4/ تمرين 2
أبرز دلالة توظيف أسطورة الفينيق في قصيدة "الزمان الصغير" للشاعر أدونيس :