اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية
سؤال الذات - نص نظري 1-2
الشعر الرومانسي (عبد المحسن طه بدر)
الأستاذ: حسن شدادي
الفهرس
I- النص
II- تمهيد
III- دلالة العنوان
IV- فرضية النص
V- قضية النص
VI- تحليل النص
1-6/ الإشكالية المطروحة
2-6/ مفاهيم ومصطلحات النص
3-6/ قضايا النص
4-6/ الإطار المرجعي
5-6/ طرائق العرض
IIX- تركيب وتقويم
I- النص
الشعر الرومانسي
II- تمهيد
سؤال الذات تعبير اصطلاحي يطلق للدلالة على اتجاه شعري حديث جعل من الذات الفردية سؤاله الإبداعي وهاجسه الأساسي، فالذات تحضر في بعديها العاطفي الوجداني والفكري التأملي. ويمكن اعتبار سنة 1921 سنة ظهور هذا الاتجاه بشكل رسمي لعوامل الاستعمار الأوربي والحرب العالمية الأولى واتصال رواده بالثقافة الغربية، واستفادتهم من الثقافة العربية عموما والغربية بشكل خاص، وقد انتهت هيمنته قبيل سنة 1950 نظرا لبروز واقع متأزم أسفرت عنه نكبة فلسطين. ما جعل خطاب سؤال الذات يستنفذ أدواره ويصل إلى نفقه المسدود. ومن خصائصه المضمونية والشكلية: القطع مع محتويات الأغراض الشعرية القديمة واستبدالها بأغراض الشعر الرومانسي المتمركزة على الذات. والانفصال عن عالم الجماعة والناس والثورة على قوانينه والتقوقع داخل عالم الأنا والذات والإنصات إلى عذاباتها، أو اللجوء إلى عالم الطبيعة أو الغاب باعتباره العالم الأمثل الذي يرمز للصفاء والعفوية والكمال والحرية والانطلاق.. والنزوع إلى التشاؤم والبكاء والحزن والقلق والإحساس بالغربة والضياع، فضلا عن التأمل الفلسفي والوجودي.. وتوظيف معجم لين رقيق، والتصرف أحيانا في الإيقاع الخارجي وتوظيف صور شعرية بمواصفات تحتل فيها الذات والطبيعة مركز القول الشعري، واعتماد أسلوب سردي وانفعالي، مع تبني نظام المقاطع أحيانا.
III- دلالة العنوان
جاء عنوان النص مركبا اسميا مكونا من وحدتين معجميتين الأولى منهما مبتدأ والثانية نعت له، أما الخبر فهو محذوف تقديره موضوع النص، ودلاليا تحيلان على أمرين: الشعر وهو جنس أدبي، والرومانسي نسبة إلى الرومانسية (سؤال الذات) باعتبارها تيارا إبداعيا حديثا ظهر في عشرينيات القرن العشرين.
IV- فرضية النص
إذا نحن جمعنا المعطيات الخارج نصية كالعنوان وصاحب النص عبد المحسن طه بدر الذي يعد من أبرز النقاد الذين اعتمدوا مناهج النقد الغربي، وحاولوا تتبع مختلف مدارس الشعر الرومانسي وخصائصه ومصدر النص، وبعض المشيرات الداخلية مثل: الديوان، المهجر، أبوللو، التي تحيل على أهم مدارس الاتجاه الرومانسي فإننا نفترض أن النص مقالة أدبية تعرف بالشعر الرومانسي، لكننا إذا نظرنا في مصدر النص، وهو مجموعة دراسات طبعت لأول مرة سنة 1993 نستطيع القول بأن النص يتجاوز حدود التعريف بالشعر الرومانسي إلى محاولة تقييمه وتحديد ماله وما عليه، بحيث يمكننا أن نصوغ العنوان هكذا: الشعر الرومانسي في الميزان..
V- قضية النص
يتناول النص قضية الشعر الرومانسي برواده وروافده، وخصائصه وعلاقته بالتراث الشعري العربي القديم والتراث الغربي، أما العناصر الجزئية المكونة لهذه القضية فيمكن تلخيصها فيما يلي :
روافد الشعر الرومانسي ورواده
للشعر الرومانسي ثلاثة روافد: مدرسة الديوان، والمهجر وأبولو، وكل هذه المدارس تضم شعراء نوعيين. وقد تباين مستوى التجديد لديهم بين من يدعيه (الديوان) ومن يفعله (المهجر).
خصائص الشعر الرومانسي ومميزاته
وهي خصائص موزعة على النص، ويمكن تحديد معالمها في الخصائص التالية:
- من حيث الموضوع: عبروا بشكل صارخ عن الأزمة واليأس والألم، وتغنوا بالطبيعة والمرأة والحلم، ليكون لب تجربتهم هو المشاعر والأحاسيس وذاتية الشاعر، تشكل الذات محور التجربة الشعرية عندهم، وأصبح كل ما يؤثر في نفسيته موضوعا للشعر عندهم.
- الصورة: اختلفت مدارس الاتجاه الرومانسي في التعامل معها، فاعتمدت الديوان الصورة التقليدية ولم تأبه بالاستعارة، بينما تصيدت أبوللو الاستعارات الجميلة بغض النظر عن مدى مساهمتها في السياق والتعبير.
- الإيقاع: رغم نداء الرومانسية بالتخلص من الوزن والقافية إلا أنه ظل أسير الموسيقى التقليدية، وإن كانت مدرسة أبوللو قد اهتمت نوعا ما بالموسيقى.
الشعر الرومانسي وعلاقته بالتراثين العربي والغربي
انبنت علاقة الشعر الرومانسي بالتراث العربي على:
- الرفض، والتخلي عن بعض مقوماته البنائية وتجاوزها لكن ذلك لم يتحقق كليا.
- بينما تأسست بالتراث الغربي على التبني المرادف للانفتاح والقبول والتقليد (التراث الشعري الإنجليزي خاصة).
VI- تحليل النص
1-6/ الإشكالية المطروحة
إن الإشكالية التي يحاول النص الإجابة عليها يمكن صياغتها في السؤال التالي: ما هو السبيل إلى تجديد الشعر العربي، هل بترك القديم واتباع الغرب ؟
VI- تحليل النص
2-6/ مفاهيم ومصطلحات النص
وإذا انتقلنا إلى الجهاز الاصطلاحي للنص، أمكننا تصنيفه إلى حقوق دلالية ترتبط بالمقارنة التي ارتضاها الكاتب في نصه هذا ارتباطا وثيقا، والجدول التالي يحدد طبيعة هذه الحقول :
حقل دال على الشعر الإحيائي | حقل دال على الشعر الذاتي |
الدعاية للقوى السياسية والاجتماعية المتصارعة إلغاء ذات الشاعر وتهميشها الخضوع للنموذج الشعري القديم واحتذاؤه عدم الانفتاح على الثقافة والشعر الغربيين. |
رفض الدعاية تحرير ذات الشاعر جعلها مصدرا وحيدا للشعر التخلص من سلطة القديم تبني الشعر الغربي الفشل في تجاوز القديم وفي تبني الشعر الغربي. |
إن العلاقة القائمة بين هذين الحقلين هي علاقة تضاد وتنافر، كون الشعر الذاتي تجاوز مبادئ الشعر الإحيائي، غير أن الحقلين معا يعكسان في نفس الوقت مظاهر الاختلاف والآفاق بين النموذجين الشعريين، فمن ناحية الاختلاف نجد خضوع الإحيائي للقوى الخارجية= تمرد الذاتي على هذه القوى/ تقوقع الذاتي في الماضي الشعري= محاولة الرومانسي الاستفادة من شعر الغرب. ومن ناحية الاتفاق: نلفي الارتباط بالقديم (الإحيائي مقتنع والذاتي لا)، ومن خلال هذا التقاطع نقول إن التجربة الذاتية لم تحدث قطيعة مع الشكل الشعري العربي القديم وهذا ما يعني أنها لم تذهب بالتجديد بعيدا ليبلغ مداه.
VI- تحليل النص
3-6/ قضايا النص
ولعل أبرز القضايا الفرعية التي وجدت طريقها إلى النص؛ قضية مفهوم الشعر الذي أعطاه الرومانسيون مفهوما جديدا يجعل الذات مركزه ويبتعد ما أمكن عن التراث والمناسبات، وقضية التقليد التي اتخذت مسارين، مسار إحيائي اتجه صوب الماضي العربي، ومسار رومانسي اتجه نحو تقليد الغرب، ثم قضية درجة التجديد لدى الذاتيين وهو تجديد أقل ما يقال عنه أنه خلص الشعر من إسار الماضي والتفكك وحاول أن يربطه بالذات وكل ما يثرها لقول الشعر.
VI- تحليل النص
4-6/ الإطار المرجعي
تحكمت في الشعر الرومانسي مجموعة من الأطر المرجعية أهمها: القيم البورجوازية التي آمن الشعراء الرومانسيون بقيمة الحرية بحكم انتمائهم إلى الطبقة البورجوازية؛ لكنهم لم يكونوا قادرين على الدفاع عن مطلبهم كما هو شأن نظرائهم في الغرب. وعلم الاجتماع الأدبي: يرى الذاتيون أن حياتهم مختلفة عن القدامى وعليه فشعرهم ينبغي أن يكون مختلفا. والفلسفة المثالية: يبدو ذلك واضحا من خلال الحلم بواقع مثالي. والوجودية: حضورها من خلال اعتبار الذات مصدر الشعر وفهم للحياة (الوجود). ولا ننسى المرجعية الأدبية المتجلية في استشهاد الناقد بنماذج من أشعار وأقوال رواد الحركة الرومانسية التي تجسد الرؤية الشعرية للشعر الرومانسي.
VI- تحليل النص
5-6/ طرائق العرض
ومن الناحية المنهجية اتبع الكاتب الطريقة الاستنباطية انتقل بمقتضاها من العام (الشعر الرومانسي بروافده الثلاثة) إلى الخاص (التركيز على المهجر وعلى الخصائص الفنية للاتجاه الرومانسي بما فيها البناء الإيقاعي).
كما وظف الكاتب مجموعة من الأساليب الحجاجية ذات المظهر المنطقي واللغوي للدفاع عن أطروحته، لعل أبرزها أسلوب التعريف: النص كله تعريف بالشعر الرومانسي من حيث أبرز رواده ومن حيث إنجازاته وإخفاقاته، وأسلوب التمثيل من خلال الاكتفاء بذكر بعض أعلام الشعر الرومانسي بدل ذكر كل الأسماء الشعرية الرومانسية، ثم المقارنة وتتجلى في مقارنة الكاتب بين الشعر الإحيائي وبين الشعر الرومانسي وبين المدارس الرومانسية ذاتها من حيث ادعاء التجديد (الديوان) ومن حيث ممارسته (الرابطة القلمية). والاستشهاد من خلال استشهاد الكاتب لتوضيح دعوة الرومانسيين إلى ربط الشعر بذات الشاعر بقول لميخائيل نعيمة وببيت لعلي محمود طه. فضلا عن العديد الأساليب اللغوية التي حققت للنص كفاءته التركيبية والإقناعية. ولغة أدبية نقدية واضحة تحفل بمجموعة من المصطلحات والمفاهيم ذات المرجعيات المتنوعة.
IIX- تركيب وتقويم
يندرج النص ضمن النصوص الأدبية النقدية، بوصفه مقالة أدبية نقدية تدرس الشعر الرومانسي في امتدادات مختلفة، وما يدعم التوجه المقالي للنص كونه مؤسسا على وحدة الموضوع (الشعر الرومانسي) فضلا عن ذلك تتسم طبيعة النص المقالية بلغة تقريرية مباشرة، وفي إطار منهجي منظم وبنية أسلوبية فنية مناسبة.
في تقديري الشعر الرومانسي تميز بإيجابيات وسلبيات. فمن إيجابياته؛ تخليص الشعر من المناسباتية والركون للماضي قيميا وثقافيا، وتحرير لغته وصوره من أسر التقليد، وأخيلته من الخضوع لسلطان العقل، وإعطاء الذات أهمية كبرى. أما سلبياته فتجلت بالأساس بالانعزال عن الواقع الاجتماعي ومشاكله، وهيمنة النظرة التشاؤمية الباكية على إنتاجات غالب شعراء هذا التيار.